افتتح متحف مجلس الإعلام (mm:museum) في جامعة نورثويسترن في قطر معرضه الثامن للوسائط المتعددة، بعنوان «حدود لغتي حدود عالمي» والذي يستكشف اللغة العربية وتأثيراتها بين الماضي والحاضر والمستقبل المتغيّر. ويستمر المعرض الذي أشرفت على تنظيمه المنتجة الثقافية وخريجة جامعة نورثويسترن في قطر، آمال زياد علي، حتى 5 ديسمبر 2024.

تماشيا مع مهمة المتحف، يجمع المعرض الجديد بين الفن والتكنولوجيا لاستكشاف ودراسة أهمية اللغة العربية وتأثيرها التاريخي ومستقبلها. إذ أثّرت اللغة عبر التاريخ على الأذواق والتصورات والسرديات عالميًا في مجالات مثل الثقافة والسياسة، والعلاقات الاجتماعية، والتجارة، والعلوم. ومن الصعوبات التي تواجهها اللغة العربية، أن يتم فهمها بشكلٍ خاطئ وخاصة في عالم رقمي وعولمي، حيث تسود اللغة الإنجليزية بشكل متزايد، ويفتقر الكثيرون إلى الوعي بأهمية اللغة العربية وثقافتها. لذلك، يدعو هذا المعرض الزوّار لاستكشاف التاريخ الغني للغة العربية وتأثيرها والتفكير في أهميتها في المستقبل، قال مروان كريدي، العميد والرئيس التنفيذي لجامعة نورثويسترن في قطر، «إن افتتاح معرض جديد يركّز على أهمية اللغة العربية يعد بمثابة شهادة قوية على التزامنا بالتميّز والتعاون والبحث الفكري. ومن خلال التعمق في تعقيدات وتأثيرات اللغة العربية المتطورة، لا يحتفي هذا المعرض فقط بغنى تراثنا الثقافي، بل يبدأ حوارا هادفا حول مستقبله. يتماشى هذا المعرض مع مهمتنا الأكاديمية، ويوفّر منصة للنقاشات النقدية التي تتردد صداها بعمق داخل مجتمعنا وخارجه».

يدور المعرض حول أربعة مواضيع رئيسية تقدّم تجربة غامرة وتأملا عميقا. يقدّم الموضوع الأول (هل هناك دائما جانبا آخر؟) اللغة العربية وتعقيداتها، في تحدّي الصور النمطية السلبية المرتبطة بها من خلال تسليط الضوء على جمالها وتنوعها وغناها الثقافي. مما يسمح ذلك بإعادة تشكيل اللغة ويظهر أن هناك دائما جانبا آخر.

أما الموضوع الثاني (لغة قوية ومؤثرة؟) فيتطرّق إلى استكشاف تأثير اللغة العربية كلغة قوية شكّلت السياسة والدين والعلم والثقافة على مستوى العالم، موضحا تأثيرها من خلال الاقتراض اللغوي والتبادل الثقافي، مبينا أن هذه العملية ليست دائماً سلسة.

ويتناول الموضوع الثالث (هل يعد تمثيل وسائل الإعلام مهما؟) تصوير اللغة العربية في وسائل الإعلام، متسائلا عن كيفية تمثيل اللغة وأهميتها في عالم تتسارع فيه العولمة والتكنولوجيا، يشير إلى الحاجة لتقييم توافر وجودة وكمية المحتوى الإعلامي باللغة العربية.

ويركّز الموضوع الأخير (هل العربية هي لغة المستقبل؟) على مستقبل اللغة العربية، متسائلا عما إذا كانت الجهود الحالية للحفاظ على اللغة وحمايتها فعّالة، وكيف يمكن تطويرها أو إعادة التفكير فيها.

قال ألفريدو كراميروتي، مدير متحف مجلس الإعلام: «حدود لغتي حدود عالمي هو أكثر من مجرد معرض، بل هو بيان قوي يوضّح الأهمية الحاسمة للغة العربية في السرد العالمي. إذ يتحدانا هذا المعرض ما يحدد بتقليص ثراء اللغة العربية ويحتفي بتأثيرها المستمر على الثقافة والسياسة والفكر». وقال أيضا: «نحن نلتزم بتجاوز حدود الخطاب التقليدي، ويعكس هذا المعرض التزامنا العميق بتعزيز فهم أعمق لدور وسائل الإعلام في تشكيل مستقبل واحدة من أبرز لغات العالم».

وقالت القيّمة الفنية آمال زياد علي، «تجسد اللغة العربية تراثنا الثقافي الغني، لكنها تواجه تحديات غير مسبوقة في ظل العصر الرقمي والعالمي الراهن. من خلال هذا المعرض، أسعى إلى فتح النقاش حول هذه التحديات، وإلهام تقدير جديد لجمال اللغة وتنوّعها وقوتها. وآمل أن يخرج زوّار المعرض بفهم أعمق لدور اللغة الأساسي في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وأن يشعروا بالقدرة على المساهمة في الحفاظ عليها وتطويرها».

يضم المعرض مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية المكلّف بها، والمحتوى التفاعلي الذي يستكشف ثراء وتطوّر اللغة العربية والثقافة.