اختار البريطانيون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، في استفتاء تاريخي مشهود. وإذا كانت اوروبا قد عبرت عن صدمتها من نتائج الاستفتاء، خوفا على اتحادها من التفكك، الذي صار عدد أعضائه منذ يوم أمس «27» عضوا، أو حسب تعبير دونالد تاسك، رئيس المجلس الاوروبي، من تلاشي الحضارة الاوروبية. وإنما المخافة الأكبر الآن على وحدة المملكة المتحدة نفسها، فبعد ساعات من اعلان نتائج الاستفتاء، تعالت الاحاديث عن استفتاءات مماثلة، ولكن هذه المرة في دول الاتحاد.
فاسكتلندا التي صوتت سبتمبر من العام 2014، لصالح البقاء في بريطانيا، تدعو الآن إلى استفتاء جديد، بعد ان صوت مواطنوها لصالح البقاء في الاتحاد الاوروبي مع 62%.
الاقتراح نفسه مثار الآن في ايرلندا الشمالية التي صوتت ايضا للبقاء في التكتل الاوروبي مع 55.7%.
الاخطر، ان الافا من سكان لندن، وقعوا على عريضة تطالب عمدة العاصمة صديق خان، بإعلانها دولة مستقلة عن المملكة المتحدة، وضمها للاتحاد الأوروبي.
هذه التداعيات، جعلت سياسيين من أمثال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، جون ميجر، وخليفته توني بلير، يحذرون من أن يُؤدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ثم انفصال اسكتلندا، إلى تقسيم المملكة المتحدة، وعودة التوتر والنزعة الانفصالية لأيرلندا الشمالية، حيث الكاثوليك القوميون يسعون لضم الإقليم لجمهورية أيرلندا، في حين يرغب خصومهم من البروتستانت في البقاء ضمن المملكة المتحدة.
بكل تأكيد لن تتوقف نتائج الاستفتاء البريطاني، عند حدود الخروج من الاتحاد الاوروبي، وانما ستمتد إلى الداخل البريطاني.