+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 2015م أُلقي القبض على المواطن الإيطالي من أصل أوكراني «رومان أوستاريكوف» بسبب سرقة بعض الأشياء من «سوبر ماركت» لأنه كان في حالة جوع خطرة، فأمسكته الشرطة وعُرض على المحكمة وتمّ الحُكم عليه بالسجن ستة أشهر وغرامة مائة يورو!
ولكن بعد وصول القضية إلى المحكمة العليا، قررتْ إلغاء جميع العقوبات عن «رومان أوستاريكوف» لأنه سرقَ بدافع الجوع، فالأمر ليس جريمة وأمر القاضي بتعويض صاحب «السوبر ماركت» من الدولة، وقال: نحن في دولة مُتحضِّرة وحق البقاء يفوق حق المُلكية، وفي دولة مُتحضِّرة لا يجب أن يموت أحد من الجوع حتى أسوأ الرجال!
قبل هذا بألفٍ وأربعمائة سنة سرقَ غُلمان لحاطب بن أبي بلتعة ناقة رجل من مُزينة وذبحوها وأكلوا منها، وجِيء بهم إلى عُمر بن الخطاب ليقطع أيديهم! فلما نظرَ إليهم وجدهم ضامري الأجسام، صُفر الوجوه، فقال: من سيد هؤلاء؟ فقيل له: حاطب بن أبي بلتعة! فقال: جِيئوني به، فلما حضر بين يديه قال له: لقد كدتُ أُنزل بهم العقاب لولا أنّي علمْتُ أنك تُجيعهم، ولولا أن جاعوا ما سرقوا، ولن يَنزل العقاب إلا بك!
فسأل المُزني: كم ثمن ناقتك؟
فقال: أربعمائة!
فقال له عُمر: أعطِه ثمانمائة!
وقال للغُلمان: اذهبوا ولا تعودوا لمثلها!
السرقة خطيئة لا شك، ولولا أن الله كرهها ما وضع فيها حداً، ولكن السارق الحقيقي ليس ذاك الذي يسرق رغيفاً ليأكله، وإنّما هو ذاك الثري الجشع الذي سرقَ رغيف الفقير فاضطره للسرقة!
اللُّصوص الحقيقيون ليسوا أولئك الذين ليس لهم وسيلة إلا هذا، وهم خاطئون لا جدال في الأمر، وإنما هناك من هم أكثر خطأً ألا وهم الذين سرقوا حياة الناس وأعمارهم وأرزاقهم وداسوا الفقراء البُسطاء بأرجلهم، هؤلاء أولى بقطع أيديهم!بقلم: أدهم شرقاوي
ولكن بعد وصول القضية إلى المحكمة العليا، قررتْ إلغاء جميع العقوبات عن «رومان أوستاريكوف» لأنه سرقَ بدافع الجوع، فالأمر ليس جريمة وأمر القاضي بتعويض صاحب «السوبر ماركت» من الدولة، وقال: نحن في دولة مُتحضِّرة وحق البقاء يفوق حق المُلكية، وفي دولة مُتحضِّرة لا يجب أن يموت أحد من الجوع حتى أسوأ الرجال!
قبل هذا بألفٍ وأربعمائة سنة سرقَ غُلمان لحاطب بن أبي بلتعة ناقة رجل من مُزينة وذبحوها وأكلوا منها، وجِيء بهم إلى عُمر بن الخطاب ليقطع أيديهم! فلما نظرَ إليهم وجدهم ضامري الأجسام، صُفر الوجوه، فقال: من سيد هؤلاء؟ فقيل له: حاطب بن أبي بلتعة! فقال: جِيئوني به، فلما حضر بين يديه قال له: لقد كدتُ أُنزل بهم العقاب لولا أنّي علمْتُ أنك تُجيعهم، ولولا أن جاعوا ما سرقوا، ولن يَنزل العقاب إلا بك!
فسأل المُزني: كم ثمن ناقتك؟
فقال: أربعمائة!
فقال له عُمر: أعطِه ثمانمائة!
وقال للغُلمان: اذهبوا ولا تعودوا لمثلها!
السرقة خطيئة لا شك، ولولا أن الله كرهها ما وضع فيها حداً، ولكن السارق الحقيقي ليس ذاك الذي يسرق رغيفاً ليأكله، وإنّما هو ذاك الثري الجشع الذي سرقَ رغيف الفقير فاضطره للسرقة!
اللُّصوص الحقيقيون ليسوا أولئك الذين ليس لهم وسيلة إلا هذا، وهم خاطئون لا جدال في الأمر، وإنما هناك من هم أكثر خطأً ألا وهم الذين سرقوا حياة الناس وأعمارهم وأرزاقهم وداسوا الفقراء البُسطاء بأرجلهم، هؤلاء أولى بقطع أيديهم!بقلم: أدهم شرقاوي