+ A
A -
فتحي أحمد كاتب فلسطيني

منذ زمن، يشهد شمال الضفة الغربية موجة اعتداءات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث تركزت حملات الاحتلال على المخيمات الفلسطينية في جنين ونابلس وطولكرم، وأكثرها تركيزاً الاعتداءات والحملات المتكررة في جنين وقراها. فالزائر لمدينة جنين يلاحظ تلاصق الحدود بين مدينة جنين ومدن الداخل في الـ 48، هذا بحد ذاته يشكل مصدر قلق للاحتلال منذ أن استولت إسرائيل على الضفة الغربية عام 1967، وهذا في العلم العسكري يسمى الخاصرة الرخوة لحدود دولة الاحتلال.

ما يجري في الضفة الغربية لا يبدو حرباً استباقية، فالصورة أقرب إلى القضاء على الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، وبالتحديد شمالها. الموضوع يكمن في السيطرة المطلقة على الضفة الغربية، ومصادرة مزيد من الأراضي لأغراض استيطانية. يكمن الخوف والقلق فيما يروج له الاحتلال وهو جزء من الحرب النفسية بأن ما يجري في غزة سوف يجري في الضفة الغربية، هذا النهج لربما الهدف منه هو النيل من عزيمة ومعنويات سكان الضفة الغربية، وفي نفس الوقت تضغط إسرائيل كثيرا منذ 7 أكتوبر على سكان الضفة الغربية اقتصادياً، وهي تمنع ما يقارب ربع مليون عامل فلسطيني من الوصول إلى أماكن عملهم في الداخل الفلسطيني، بهذا تكون إسرائيل قد شنت حرباً شاملة على الضفة الغربية فضلاً عن محاصرة المدن والقرى الفلسطينية من خلال نصب الحواجز على مداخل القرى والمدن، وعمل بوابات حديدية الغرض منها إغلاقها وفتحها متى يشاء جيش الاحتلال، هذا الحال ينذر بمخطط خطير أعد سلفاً ويدفع باتجاهه بشكل كبير اليوم حكومة نتانياهو اليمينية المتطرفة.

أما البعد المتعلق بإرهاب المستوطنين، فقد أطلق الاحتلال الإسرائيلي يد المستوطنين لكي يعيثوا في الضفة الغربية الإرهاب والخوف، من خلال ما تقوم به عصابات المستوطنين من شمال الضفة إلى جنوبها من اعتداءات متكررة على المواطنين، وتطورت في الفترة الأخيرة ظاهرة إطلاق النار على الفلسطينيين وقتلهم.

بعد كل ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية هل أصبح حل الدولتين في حكم الموت؟

هذا ما يعمل عليه نتانياهو المعروف بحديته في التفكير والقرار التسلطي حتى على قادة الأمن، فهو مدعوم سياسياً من التطرف الديني في إسرائيل، ما يقوم به نتانياهو ليس فقط لإطالة بقائه في الحكومة، لكن هنالك بعد أكثر خطورة، وهو يعمل ضمن مخطط بات مكشوفاً وهو السيطرة على الضفة الغربية بالكامل.القدس الفلسطينية

copy short url   نسخ
30/08/2024
0