رام الله- الأناضول- شهدت مدينة طولكرم ومخيمات نور شمس وطولكرم شرقيّ المدينة،، وكذلك مخيم جنين والحيّ الشرقي من مدينة جنين شماليّ الضفة الغربية، لليوم الثاني على التوالي اجتياحاً وحصاراً مشدداً، كبّد الأهالي معاناة مضاعفة، فيما استشهد حتى الآن 16 فلسطينياً وأصيب نحو عشرين آخرين.

وتتواصل عمليات إطلاق النار العشوائي في مدن ومخيمات جنين وطولكرم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، التي تداهم المنازل وتنفذ تحقيقات ميدانية واعتقالات وتجريفاً للشوارع والبنية التحتية، وما زاد المعاناة في شمال الضفة، حصار الأهالي في منازلهم، دون وجود معونات كافية، وكذلك حاجة المرضى للعلاج، وهو ما ينذر بتصاعد الأزمة الإنسانية إن استمر الاجتياح لأيام أخرى، وتشهد أيضاً اشتباكات مسلحة بين مقاومين وتلك القوات وتفجير عبوات ناسفة محلية الصنع بآليات الاحتلال، بحسب ما أكدته مصادر محلية لـ«العربي الجديد».

ويوضح رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس نهاد الشاويش لـ«لعربي الجديد»، أن قوات الاحتلال تواصل اقتحام أحياء المخيم، ومداهمة المنازل منزلاً منزلاً، وسط إطلاق النار بصورة عشوائية، بينما دمرت جرافات الاحتلال العديد من المحالّ التجارية وخرّبت الشوارع والبنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء. ويؤكد الشاويش أن الوضع في مخيم نور شمس بات كارثياً، حيث فُرض حصار مشدد على الأهالي، ما يمنعهم من الخروج من منازلهم أو الحصول على المواد التموينية أو تلقي الخدمات الطبية. .ويشير إلى أن هناك ثلاثة منازل قد تعرضت للحرق، إضافة إلى عدد آخر من المباني والمحلات التي دُمِّرَت أو هُدمَت بالكامل. وبحسب الشاويش، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبر عدداً من أصحاب المنازل على الانتقال إلى منازل أخرى في المخيم، وفتشها، وبعضها حُوِّل إلى ثكنات عسكرية، ونُصب قناصة فيها.

ووفق الشاويش، فإن أربعة فلسطينيين من مخيم نور شمس وطولكرم استشهدوا وأصيب عشرة آخرون بجراح، واحتُجِزَت جثامين ثلاثة شهداء، وكذلك هناك تحقيقات ميدانية ومعتقلون لكن لم يتم تبيان عددهم حتى الآن. ودعا الشاويش المنظمات الإنسانية والمؤسسات الدولية إلى التدخل السريع لتقديم المساعدة إلى المواطنين والمرضى الذين يعانون من نقص حاد في الرعاية الصحية.

من جانبه، يوضح عضو الهيئة التنظيمية لحركة فتح منتصر أبو الهيجاء، لـ«العربي الجديد»، أن نحو ألف جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي يتمركزون في منطقتين أساسيتين، داخل مخيم جنين والحيّ الشرقي من مدينة جنين، ولوحظ أن هناك خيماً داخل مستوطنة فارغة في الحيّ الشرقي من مدينة جنين تُستخدم لإدارة عمليات لجيش الاحتلال، علاوة على اقتحام قوات الاحتلال بعض مناطق الريف في محافظة جنين في اقتحامات استمرت لساعات واستشهد خلالها أحد الشبان..وبحسب أبو الهيجاء، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم منذ يوم أمس، بمداهمات وتحقيقات ميدانية مكثفة اعتقلت فيها عدداً من المواطنين، جرفت فيها قوات الاحتلال الشوارع والبنية التحتية، ما أدى إلى قطع شبكات المياه والاتصالات، وانقطاع متذبذب للكهرباء، فيما تعطلت خدمات الاتصال منذ صباح اليوم، كذلك يُلاحظ التحليق المستمر للطائرات المروحية والطائرات المسيرة.

وتفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب أبو الهيجاء، حصاراً كاملاً على مخيم جنين، ما يمنع الدخول والخروج، ويشمل هذا التضييق حتى سيارات الإسعاف التي تواجه صعوبة في الوصول إلى المناطق المتضررة. ويشير أبو الهيجاء إلى أن الأهالي لم يكونوا على استعداد للتزود بالمخزون الغذائي، لأن الاقتحام كان مفاجئاً. وبحسب أبو الهيجاء، فإن سبعة مواطنين استشهدوا حتى الآن في مدينة ومخيم جنين، وأصيب أكثر من عشرة آخرين، لكن لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد المعتقلين.. وارتفع أعداد الشهداء من الضفة الغربية بما فيها القدس في سجون الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى ما يزيد عن 23 معتقلا منذ السابع من أكتوبر الماضي، ممن تم الكشف عن هوياتهم وأعلن عنهم، بالإضافة إلى العشرات من معتقلي غزة الذين ارتقوا في السجون والمعسكرات، دون أن يفصح عن هوياتهم وظروف استشهادهم، إلى جانب العشرات الذين تعرضوا لعمليات إعدام ميداني.. وقال قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان أمس، إن 21 معتقلا ممن استشهدوا وأعلن عنهم منذ بدء العدوان محتجزة جثامينهم، لافتا إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت في الضفة أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، دون أن تشمل من أبقي على اعتقالهم، ومن تم الإفراج عنهم لاحقا.

وأشار إلى أن حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النساء بلغت نحو 355 (تشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتقلن من أراضي عام 48، وحالات الاعتقال بين صفوف النساء اللواتي من غزة وجرى اعتقالهن من الضفة)، دون أن يشمل هذا المعطى أعداد النساء اللواتي اعتقلن من غزة، ويقدر عددهن بالعشرات.

كما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال في الضفة ما لا يقل عن 720، فيما بلغ عدد المعتقلين بين صفوف الصحفيين 96، تبقى منهم رهن الاعتقال 50، من بينهم 5 صحفيات و17 صحفيا من غزة على الأقل، فيما يوجد 14 صحفيا رهن الاعتقال الإداري.

وقدر عدد أوامر الاعتقال الإداري منذ بدء الحرب أكثر من 8322 أمرا ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحق أطفال ونساء، في ظل تأكيدات بارتكاب قوات الاحتلال إعدامات ميدانية، منها إعدامات لأفراد من عائلات المعتقلين.

وأوضح البيان أن هذه المعطيات لا تشمل أعداد حالات الاعتقال من غزة، في وقت اعترف الاحتلال باعتقاله أكثر من 4500 فلسطيني من غزة، أفرج عن المئات منهم.