+ A
A -
هناك مضامين عدة لخطاب أمير دولة قطر، صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لمجلس الشورى في الخامس من نوفمبر الجاري، حوت رسائل وطنية مباشرة لإنسان قطر، ومن المهم هنا إعادة التأكيد مع بقاء التقدير لموقف المقيمين من الأشقاء العرب والآخرين، عند الإشارة إلى مخاطبة الأمير لشعبه والتذكير بتضامنهم الوطني الاجتماعي، وهذه قضية ليست سهلة في مسار الصمود، فالضغط الذي مورس على الإنسان القطري كان شرساً ولصيقاً بجغرافيته وتاريخه الاجتماعي.
ويبقى شعب كل دولة، له خصوصية لا تناقض أخلاقياته القيمية، واحترام شراكة البناء للمقيمين في أرضه، فيتعامل معهم بروحه الإسلامية المعززة لتقدير الإنسان وشريك مرحلة العمران، مهما افترقت عرقيته ودينه، هذا هو الأصل الذي تسمو بها النفس الإنسانية وهي إشارة موفقة جداً للأمير، خاصة بعد الواقع المروع في لغة الخطاب الذي هيمن على الساحة الخليجية، وكان معبأً بذخيرة كراهية لا حدود لها، ضد مقيمي هذا الخليج العربي باسم الأجنبي.
وهذا الإطار الإنساني القيمي، لا يُلغي حق أهل الأرض ومسؤوليتهم وشراكتهم، كعصبية اجتماعية هي الأصل الذي قام عليه التحالف الأخلاقي مع المقيمين، وهنا نحن نعود لإنسان قطر ولمفهوم رحلة النهضة، ومساحة شراكته الوطنية التي تحفّزه على صناعة نوعية للدولة وللمجتمع، أعطت محنة الأزمة مؤشراً مهماً على أن هذا الإنسان القطري، يملك مساحة من الإبداع والوعي، وروح التضامن المتحدة لحماية الداخل، الذي أول حصونه وأهمها، اتحاده الاجتماعي.
والخطوة التي أعلنها الأمير من قبل، في مستقبل مجلس الشورى وإطلاقه لمفهوم النهضة، يحتاج الفرد القطري لها، إلى مبادرة ذاتية للمشاركة، تتزامن مع تشجيع صناعة المجتمع المدني لتكون مرحلة الانتخابات، في مستوى تنفيذي حيوي لانتقال قطر لمعايير النهضة، والنهضة هنا تعني خلاصات المعرفة البشرية، المتصلة بقيم الهوية الحضارية لجذورنا الإسلامية، وكل آفاق التقدم والتميز الذي تعنيه نهضة الإنسان عالمياً روحاً وعمراناً.
وهذه الهوية تختلف كلياً عن المفهوم الذي حذّر منه الأمير، حين تتحول الهوية إلى قالب عنصري أو اجتماعي منغلق، يمارس علاقاته مع الناس من داخل أرضه وخارجها عبرها، أما الهوية الإيجابية المعززة بالشراكة الشعبية، فهي أقوى حصون الدولة والمجتمع.
أما الرسالة المباشرة إلى دول الحصار، فهي في تسلسل خطاب الأمير المتوالي، في أن قطر نفّذت بالفعل خطة شاملة وتواصل تطويرها اليوم، للخروج من أي تأثير للحرب الاقتصادية أو السياسية أو التهديد الدفاعي أو الأمني لقطر، وتُحقق بنجاح خلق هذه الشبكة الجديدة من العلاقات، استقلالاً عن مساحات الجسور التي وحدتها مع بقية دول الحصار، عبر تاريخ طويل، لم يتوقع أحد أن تصبح الدوحة على انقلاب منه كما جرى في 5 يونيو 2017.
فماذا يعني هذا؟
المحددات الأربعة التي أعاد سمو الشيخ تميم التذكير بها، وهي ترسم خطوط قطر الحمراء لقبول أي اتفاق فك اشتباك مستقبلي، كلها تقوم على احترام استقلالها وسيادتها بما فيها السياسة الإعلامية، وهنا التعبير زاد صرامةً، في أن فكرة العزل التي كانت تُهدد بها دول الحصار، أضحت في ذاتها قوة بناء للمشروع الجديد لقطر، الذي يرسم جسوره خارج المنظومة الإقليمية وداخلها مع عمان والكويت.
وعليه لم تعد هناك مشكلة مع قطر في مواصلة عزلها، نعم هناك رغبة ستبقى في فك هذا الاشتباك، ومع الأسف فتأثيرات الحصار في عزل الأهل والأشقاء اجتماعياً قائمة، لكن بدأ الناس يتكيفون معها على مرارة وألم، مضطرين لذلك، فما الذي بقي كرهان لتطويل الحصار، لا شيء حقيقةً.
نعم على المستوى الاستراتيجي للخليج العربي، هناك انهيارات كبيرة مع تطورات إقليمية عاصفة، كشفت أزمة الخليج ظهور الناس فيها، وفاقمت قلقهم، لكن القضية التي كانت مركزاً لتطويل الأزمة من قبل دول الحصار، وهي عزل قطر لتضطر للخضوع، اليوم قطر أقوى موقفاً وأصلب تجربة فيها، وفضاؤها أكبر، فيما منظومة الحصار هي من يرتد عليها العزل، ومن حفر لأخيه حفرةً وقع فيها.بقلم: مهنا الحبيل
ويبقى شعب كل دولة، له خصوصية لا تناقض أخلاقياته القيمية، واحترام شراكة البناء للمقيمين في أرضه، فيتعامل معهم بروحه الإسلامية المعززة لتقدير الإنسان وشريك مرحلة العمران، مهما افترقت عرقيته ودينه، هذا هو الأصل الذي تسمو بها النفس الإنسانية وهي إشارة موفقة جداً للأمير، خاصة بعد الواقع المروع في لغة الخطاب الذي هيمن على الساحة الخليجية، وكان معبأً بذخيرة كراهية لا حدود لها، ضد مقيمي هذا الخليج العربي باسم الأجنبي.
وهذا الإطار الإنساني القيمي، لا يُلغي حق أهل الأرض ومسؤوليتهم وشراكتهم، كعصبية اجتماعية هي الأصل الذي قام عليه التحالف الأخلاقي مع المقيمين، وهنا نحن نعود لإنسان قطر ولمفهوم رحلة النهضة، ومساحة شراكته الوطنية التي تحفّزه على صناعة نوعية للدولة وللمجتمع، أعطت محنة الأزمة مؤشراً مهماً على أن هذا الإنسان القطري، يملك مساحة من الإبداع والوعي، وروح التضامن المتحدة لحماية الداخل، الذي أول حصونه وأهمها، اتحاده الاجتماعي.
والخطوة التي أعلنها الأمير من قبل، في مستقبل مجلس الشورى وإطلاقه لمفهوم النهضة، يحتاج الفرد القطري لها، إلى مبادرة ذاتية للمشاركة، تتزامن مع تشجيع صناعة المجتمع المدني لتكون مرحلة الانتخابات، في مستوى تنفيذي حيوي لانتقال قطر لمعايير النهضة، والنهضة هنا تعني خلاصات المعرفة البشرية، المتصلة بقيم الهوية الحضارية لجذورنا الإسلامية، وكل آفاق التقدم والتميز الذي تعنيه نهضة الإنسان عالمياً روحاً وعمراناً.
وهذه الهوية تختلف كلياً عن المفهوم الذي حذّر منه الأمير، حين تتحول الهوية إلى قالب عنصري أو اجتماعي منغلق، يمارس علاقاته مع الناس من داخل أرضه وخارجها عبرها، أما الهوية الإيجابية المعززة بالشراكة الشعبية، فهي أقوى حصون الدولة والمجتمع.
أما الرسالة المباشرة إلى دول الحصار، فهي في تسلسل خطاب الأمير المتوالي، في أن قطر نفّذت بالفعل خطة شاملة وتواصل تطويرها اليوم، للخروج من أي تأثير للحرب الاقتصادية أو السياسية أو التهديد الدفاعي أو الأمني لقطر، وتُحقق بنجاح خلق هذه الشبكة الجديدة من العلاقات، استقلالاً عن مساحات الجسور التي وحدتها مع بقية دول الحصار، عبر تاريخ طويل، لم يتوقع أحد أن تصبح الدوحة على انقلاب منه كما جرى في 5 يونيو 2017.
فماذا يعني هذا؟
المحددات الأربعة التي أعاد سمو الشيخ تميم التذكير بها، وهي ترسم خطوط قطر الحمراء لقبول أي اتفاق فك اشتباك مستقبلي، كلها تقوم على احترام استقلالها وسيادتها بما فيها السياسة الإعلامية، وهنا التعبير زاد صرامةً، في أن فكرة العزل التي كانت تُهدد بها دول الحصار، أضحت في ذاتها قوة بناء للمشروع الجديد لقطر، الذي يرسم جسوره خارج المنظومة الإقليمية وداخلها مع عمان والكويت.
وعليه لم تعد هناك مشكلة مع قطر في مواصلة عزلها، نعم هناك رغبة ستبقى في فك هذا الاشتباك، ومع الأسف فتأثيرات الحصار في عزل الأهل والأشقاء اجتماعياً قائمة، لكن بدأ الناس يتكيفون معها على مرارة وألم، مضطرين لذلك، فما الذي بقي كرهان لتطويل الحصار، لا شيء حقيقةً.
نعم على المستوى الاستراتيجي للخليج العربي، هناك انهيارات كبيرة مع تطورات إقليمية عاصفة، كشفت أزمة الخليج ظهور الناس فيها، وفاقمت قلقهم، لكن القضية التي كانت مركزاً لتطويل الأزمة من قبل دول الحصار، وهي عزل قطر لتضطر للخضوع، اليوم قطر أقوى موقفاً وأصلب تجربة فيها، وفضاؤها أكبر، فيما منظومة الحصار هي من يرتد عليها العزل، ومن حفر لأخيه حفرةً وقع فيها.بقلم: مهنا الحبيل