+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 2012م توفي «دون ريتشي»، ولمن لا يعرفه فإن «دون ريتشي» أسترالي كان يسكن بجوار أحد المُنحدرات الشهيرة التي يأتي إليها الكثير من الناس من أجل الانتحار!
قرر ريتشي أن يفعل شيئاً حيال الأمر، وطوال 45 عاماً كان يجلس بصورة مُستمرة قرب المنحدرk واستطاع خلال هذه السنوات إقناع 160 شخصاً بالعُدول عن فكرة الانتحار، وبأهمية الحياة!
لقَّبه السكان المحليون بملاك المنحدر، وحصل عام 2010م على مُواطن السنة في أستراليا، وحصل في العام التالي على جائزة البطل المحلي!
أحياناً لا يُريد الناس أكثر من لمسة حانية وكلمة دافئة للاستمرار، فالناس لا يكرهون الحياة بقدر ما يكرهون الظروف التي يمُرُّون بها، حيث تصبح هذه الظروف غولاً يُوشك على ابتلاعهم، ويتغلّب هذا الغول على أحد أهم غرائز الإنسان ألا وهي غريزة البقاء!
نحن بشر، ومن الطبيعي أن نضعف أحياناً، ولعلّكم الآن يدور في أذهانكم الأحاديث النبوية الشريفة التي أخبرنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المُنتحر في النار، وهذه أحاديث صحيحة لا مراء فيها، ولكنها أحاديث لنا كي لا ننتحر إذا ما ضاقت الدنيا بنا!
فماذا عن الدِّين السّمِح والشريعة الرحيمة التي تحُثنا على أن نكون لُطفاء مع الناس! ليس عن عبثٍ كانت الكلمة الطيبة صدقة، وليس عن عبثٍ كانت الابتسامة في وجه أخيك صدقة، وليس عن عبثٍ أن الراحمين يرحمهم الرحمن، وليس عن عبثٍ أن جبر الخواطر عبادة، وليس عن عبثٍ أن إماطة الأذى عن طريق القلوب أعظم أجراً وأبلغ أثراً من إماطتها عن طريق الأقدام كما يقول ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين!
ترفّقوا بالناس، كل إنسان فيه ما يكفيه، لا تكونوا أنتم والدُّنيا عليهم، جميعنا ننطفئ أحياناً، فطُوبى لمن عثر على مُنطفئ فلم يتركه حتى يُشرق!بقلم: أدهم شرقاوي
قرر ريتشي أن يفعل شيئاً حيال الأمر، وطوال 45 عاماً كان يجلس بصورة مُستمرة قرب المنحدرk واستطاع خلال هذه السنوات إقناع 160 شخصاً بالعُدول عن فكرة الانتحار، وبأهمية الحياة!
لقَّبه السكان المحليون بملاك المنحدر، وحصل عام 2010م على مُواطن السنة في أستراليا، وحصل في العام التالي على جائزة البطل المحلي!
أحياناً لا يُريد الناس أكثر من لمسة حانية وكلمة دافئة للاستمرار، فالناس لا يكرهون الحياة بقدر ما يكرهون الظروف التي يمُرُّون بها، حيث تصبح هذه الظروف غولاً يُوشك على ابتلاعهم، ويتغلّب هذا الغول على أحد أهم غرائز الإنسان ألا وهي غريزة البقاء!
نحن بشر، ومن الطبيعي أن نضعف أحياناً، ولعلّكم الآن يدور في أذهانكم الأحاديث النبوية الشريفة التي أخبرنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المُنتحر في النار، وهذه أحاديث صحيحة لا مراء فيها، ولكنها أحاديث لنا كي لا ننتحر إذا ما ضاقت الدنيا بنا!
فماذا عن الدِّين السّمِح والشريعة الرحيمة التي تحُثنا على أن نكون لُطفاء مع الناس! ليس عن عبثٍ كانت الكلمة الطيبة صدقة، وليس عن عبثٍ كانت الابتسامة في وجه أخيك صدقة، وليس عن عبثٍ أن الراحمين يرحمهم الرحمن، وليس عن عبثٍ أن جبر الخواطر عبادة، وليس عن عبثٍ أن إماطة الأذى عن طريق القلوب أعظم أجراً وأبلغ أثراً من إماطتها عن طريق الأقدام كما يقول ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين!
ترفّقوا بالناس، كل إنسان فيه ما يكفيه، لا تكونوا أنتم والدُّنيا عليهم، جميعنا ننطفئ أحياناً، فطُوبى لمن عثر على مُنطفئ فلم يتركه حتى يُشرق!بقلم: أدهم شرقاوي