مرّ نحو أحد عشر شهراً على بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولم تحقق حكومة نتانياهو أي هدف من أهدافها المعلنة وغير المعلنة. وبين فترة وأخرى تعلن إسرائيل عن نصر وهمي، جنباً إلى جنب مع استمرار عمليات الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، والتي أدت إلى سقوط أكثر من (41) ألف شهيد، و(100) ألف فلسطيني بين جريح وأسير ومغيب، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، في مقابل ذلك كان لعملية «طوفان الأقصى»، واستمرار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تداعيات وآثار متشعبة على إسرائيل.

رغم انحياز غالبية الإسرائيليين لتوجهات حكومة نتانياهو في استمرار جرائم الحرب وعمليات الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني واعتبار ذلك بمثابة نصر نوعي، إلا أن استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية ألحقت بالجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة بالعتاد والضباط والجنود؛ يبدو أن الخسائر الحقيقية التي ألحقها طوفان الأقصى بالجيش الإسرائيلي تتجاوز كثيرا الخسائر الأولى التي تم إحصاؤها في أول أيام الطوفان.

لقد تعطل الاقتصاد الإسرائيلي وتكبد خسائر فادحة منظورة، منذ تشرين الأول/‏ أوكتوبر الماضي بلغت أكثر من (75) مليار دولار حتى آب /‏ أغسطس الماضي، وستصل قيمة الخسائر التراكمية إلى (90) مليار دولار في نهاية العام الجاري 2024، جنباً إلى جنب مع استمرار ارتفاع فاتورة الديون والعجز في الموازنة وإغلاق المئات من المنشئات الاقتصادية الإسرائيلية، وهذا يعتبر بحد ذاته خسارة إسرائيلية استراتيجية للمجتمع والاقتصاد الإسرائيلي، ولا يمكن تعويضها بأي شكل من الأشكال عبر المساعدات الأميركية السنوية اللوجستية، التي تصل إلى ثلاثة مليارات وثلاثمائة مليون دولار، لكن الخسائر الإستراتيجية بالنسبة لإسرائيل تتمثل بفرار عشرات الآلاف من اليهود الإسرائيليين الشباب إلى دول الغرب، وثمة اعتقاد بعدم عودتهم.

ومع استمرار رفع دعاوى على إسرائيل للمنظمات الدولية من قبل عدد من دول العالم لارتكابها عمليات إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، يزداد الهلع الإسرائيلي، خاصة وأن عددا من دول العالم، وفي مقدمتها مملكة النرويج لوحت باعتقال قادة إسرائيليين على خلفية إدانتهم من قبل منظمات دولية والمطالبة باعتقالهم، في وقت غاب فيه أي فعل عربي وإسلامي شعبي ورسمي حقيقي لنصرة الشعب الفلسطيني.عربي 21