منذ سنواتٍ و«العاجلُ العنوان» يتصدّر نشرات الأخبار في جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، منسوباً إلى جهاتٍ استخباريّة.

وبينما لم يظهر في حياة الناس، على صعوبتها وقسوتها، ما يشير إلى ذلك، فإنّ الخبرَ المصنوعَ في دوائر العتمة، إنما يستبطنُ معرفةَ تلك الدوائر بما سيتشكّلُ من ردود فعلٍ على جرائمَ وإجراءاتٍ مُرتقبةٍ يجري التخطيطُ لها، ومن شأنها أن تستجلبَ ردوداً تؤدي إلى انفجار الأوضاع، وخروجها عن السيطرة.

في جميع التجارب القاسية الماضية، التي عاشها أبناء الضفة الغربية، كان الاحتلال والمستوطنون المبادرين في إشعال الفتيل، باستفزازاتٍ في الأقصى، أو ارتكاب مجازر، كتلك التي وقعت بحق المصلين في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، مطلع تسعينيات القرن الماضي، وتمت إحالتها، كما حريق الأقصى، إلى مرضى نفسيين، وغيرها من الجرائم التي تُفجّر غضباً واسعاً، تجد فيه تلك الجهات فرصتها لتنفيذ برامجها للقتل والاعتقال والتنكيل وتبرير نوازع السيطرة والتهويد، وكل ما تقوم به لتغيير الحقائق، كما جرى عند تقسيم الحرم الإبراهيمي عقب تلك المجزرة المروعة

في مخيم جنين المكتظ بنحو 20 ألف لاجئ، في مساحةٍ لا تتجاوز نصف كيلومترٍ مربع، يجري الحديث عن «معارك ضارية» و«محاور قتال»، لا تزيد مساحتها عن مساحة غرفة نوم، في حارةٍ يدافع فيها فتيةٌ مؤمنون بربهم وبوطنهم عن منازلهم، وعتبات بيوتهم التي تقصفها الـمُسيّرات، وتنهش جدرانَها وشوارعَها أنيابُ الجرافات.

من آخر الشائعات التي تبثها ماكينة الدعاية الإسرائيلية، لتبرير استخدامها قوتها الغاشمة في قصف مربعاتٍ سكنيةٍ على رؤوس ساكنيها، كما يجري في القطاع، الترويجُ لاستخدام المدافعين عن أهلهم، بما توفّرَ لهم من أسلحةٍ خفيفة، صواريخَ محمولةً على الكتف، وهو ما تنفيه الوقائع على الأرض.

من الحكمة أن لا نطربَ أو ننساقَ وراء أكاذيبَ وتسريباتٍ يوزعها جهاز الشاباك، وترمي إلى الشيطنة وتبرير توسيع المقتلة برفع الغطاء الإنسانيّ عن الضحية، كما هي الحال في قطاع غزة.القدس الفلسطينية