+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة- قنا- تؤسس الجولة الرسمية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في عدد من الدول الأوروبية، وتشمل السويد والنرويج وفنلندا، لمرحلة جديدة في تاريخ العلاقات الممتد لعقود بين دولة قطر والدول الثلاث.

وتكتسب جولة سمو الأمير المفدى أهميتها من كونها تهدف إلى تعزيز التعاون المستمر والحرص على تطوير العلاقات الثنائية على مختلف الصعد، فضلا عن مواصلة العمل المشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز الابتكار في القطاعات الاستراتيجية، ما يساهم في دفع عجلة التطور الاقتصادي في دولة قطر وكذلك في السويد والنرويج وفنلندا.

وتعد العلاقات بين دولة قطر والدول الثلاث نموذجا للتعاون المثمر والمستدام القائم على بناء الشراكات الاقتصادية وتبادل الاستثمارات، وتشجيع الحوار والتعاون الدولي وحل النزاعات الدولية عبر الوساطات الدبلوماسية، بالإضافة إلى تعظيم المشتركات المستندة إلى مفهوم العدالة وقيم احترام حقوق الإنسان.

ومن المرتقب أن تفتح جولة سمو الأمير المفدى الآفاق للمزيد من التنسيق وتحقيق المنافع المشتركة بين دولة قطر والدول الثلاث، عبر توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات استثمارية جديدة وتحسين الربط التجاري، لا سيما مع استمرار النمو الاقتصادي في البلدان الأربعة ومضيها في اتجاه التنويع الاقتصادي وزيادة عائداتها من الاستثمارات الخارجية، ما يتطلب تطوير علاقات ثنائية تواكب التحديات الدولية.

وفي هذا الصدد، أكد سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، الأهمية الكبيرة لجولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في فتح الأبواب أمام القطاع الخاص لبحث الفرص الاستثمارية المتاحة في السويد والنرويج وفنلندا.

وقال نائب رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: «إن دولة قطر تعمل في ظل التحولات العالمية على تنويع أسواقها مع جميع بلدان العالم ومختلف التكتلات الاقتصادية»، مشيرا إلى أنها تعتبر دول شمال أوروبا مهمة للسوق القطرية، خاصة في مجال التكنولوجيا، حيث توجد عدد من الشركات الأوروبية في السوق القطرية، ما يجعل زيارة سمو الأمير المفدى مهمة في الوقت الحالي لمزيد من تطوير التعاون الثنائي مع هذه البلدان، حيث سبقتها زيارات هامة لوفود قطرية تحضيرا لإنجاح هذه الجولة الأوروبية.

وأوضح سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني أنه مع وجود عشرات الرحلات الجوية الأسبوعية بين الدوحة وعواصم الدول الأوروبية، فإن التبادل التجاري في ارتفاع مستمر، ويمكن أن يتطور أكثر مع وجود كبرى الشركات والعلامات التجارية الأوروبية في السوق القطرية، فضلا عن العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة في المجالات الطبية والتكنولوجيا.

وحول حجم الاستثمارات بين دولة قطر والدول الثلاث والقطاعات التي يمكن زيادة التعاون فيها، أشار إلى أن العلاقات الاقتصادية بين قطر والسويد والنرويج وفنلندا شهدت نموا كبيرا خلال السنوات الماضية مع وجود عشرات الشركات الكبرى من هذه الدول في السوق القطرية وتزيد استثماراتها على 11 مليار دولار، منوها كذلك بوجود شراكات كبرى خاصة في مجالات الطاقة والألمنيوم بين قطر والنرويج.

وأكد سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين، في ختام تصريحاته لـ«قنا»، أن هناك حركة كبيرة تشهدها العلاقات الثنائية بين دولة قطر والدول الثلاث لدراسة مشروعات ذات قيمة مضافة هامة في التكنولوجيا البحرية وتقنيات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والاقتصاد الأخضر، إضافة إلى مشروعات لتعزيز التعاون في قطاعات السياحة والرعاية الصحية وغيرها من المجالات.

من جانبه، أكد الدكتور محجوب الزويري أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصر بجامعة قطر أن جولة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في السويد والنرويج وفنلندا، تكتسب أهمية بالغة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم، كونها تهدف إلى تعزيز التعاون بين دولة قطر وتلك الدول من أجل الحفاظ على السلم والأمن إقليميا ودوليا.

وقال الزويري، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: «إن السويد والنرويج معروفتان على مستوى العالم بسعيهما إلى بناء السلام والاستقرار ولديهما سوابق في قضايا التفاوض وحل النزاعات، ما يعد قاسما مشتركا بين تلك الدولتين ودولة قطر التي تعد لاعبا هاما في حل العديد من النزاعات حول العالم بالطرق الدبلوماسية».

وأضاف أن «زيارة سمو الأمير المفدى لهذين البلدين المنشغلين بقضايا بناء السلام وحل النزاعات الدولية والمهتمين بقضايا الناس في مناطق الصراعات وقضايا المحافظة على حقوق الإنسان فيما يتعلق بالتعليم والصحة في مناطق الصراع، ستكون مفيدة في تعزيز التعاون بين دولة قطر وتلك الدولتين من أجل إحلال السلام والأمن الدولي والإقليمي، لا سيما وأنهما منخرطتان في قضية السلام في الشرق الأوسط وتدعمان الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة».

وتوقع الدكتور محجوب الزويري أن تعطي جولة سمو الأمير المفدى دفعة وأفقا جديدا للتعاون بين البلدان الأربعة، في دعم القضية الفلسطينية، لا سيما بعد مرور أكثر من عشرة شهور على العدوان المتواصل على قطاع غزة.

وقال أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصر بجامعة قطر: «عدا عن المقتضيات السياسية، ستكون الملفات الاقتصادية والثقافية حاضرة بقوة على أجندة جولة سمو الأمير المفدى التي تشمل السويد والنرويج وفنلندا، ما سيزيد من قوة العلاقات بين قطر والدول الثلاث ويساهم في تطويرها في المستقبل، لا سيما في قطاع الطاقة».

وأشار إلى أن الجولة ستفتح الآفاق كذلك لتعزيز التعاون الثقافي والتعليمي والأكاديمي بين المؤسسات المختلفة في الدول الأربع، ما يجعلها تؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات بين دولة قطر وهذه البلدان، لوجود مشتركات حقيقية تستند إلى قيم العدالة وقيم احترام حقوق الإنسان التي تمثل قاسما مشتركا بين جميع الأطراف.

ووفقا لأحدث البيانات الاقتصادية، شهدت علاقات دولة قطر مع السويد والنرويج وفنلندا نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث زاد التعاون في قطاعات التجارة والطاقة والتعليم والبحث العلمي والعلوم المتصلة بالاستدامة ومواجهة التغير المناخي، الأمر الذي يعكس الرغبة المتبادلة في تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والثقافية، بما يخدم مصالح جميع الأطراف في ظل التحديات العالمية.

وارتفع التبادل التجاري بين دولة قطر والسويد بنسبة 79 بالمائة في العام 2023، ليصل نحو 1.55 مليار ريال، مقابل 866 مليون ريال في العام 2022، كما زاد التبادل التجاري بين قطر والنرويج إلى حوالي 1.3 مليار ريال عام 2023، بارتفاع نسبته حوالي 80 بالمائة مقارنة بالعام 2022، فضلا عن بلوغ التبادل التجاري بين قطر وفنلندا 395 مليون ريال في العام 2021 بنمو نسبته 4 بالمائة مقارنة بالعام 2020.

وفي الوقت الذي تعمل فيه حوالي 40 شركة سويدية بالسوق القطرية إما برأس مال بنسبة 100 بالمائة أو من خلال شراكات مع شركات قطرية، وحوالي 20 شركة نرويجية، يعمل معظمها في قطاعات الطاقة والبنية التحتية ونحو ذلك من الشركات الفنلندية، فإن تزايد منتديات الأعمال بين ممثلي القطاع الخاص في البلدان الأربعة في ظل تزايد المصالح المشتركة في مجالات الطاقة والتعليم والسياحة والابتكار والبحث العلمي، يكشف عن آفاق واعدة لتعزيز التعاون وإقامة تحالفات تجارية ومشروعات صناعية مشتركة، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة لجميع الأطراف.

وشجعت الاتفاقيات الثنائية بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات على زيادة حجم التبادل التجاري بين دولة قطر والدول الثلاث، وسجل جهاز قطر للاستثمار حضورا قويا في العديد من الشركات السويدية والنرويجية والفنلندية في قطاعات اقتصادية رئيسة مثل التكنولوجيا الخضراء والابتكار والعقارات وغيرها، وكذلك هناك حضور مماثل للشركات من الدول الثلاث الساعية للاستفادة من الفرص المتاحة في السوق القطرية، حيث يعد قطاع الطاقة والنقل المستدام محورا رئيسيا لهذا الحضور، وهو ما يعكس حرص الدول الأربع على تعزيز التعاون الصناعي والتكنولوجي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة.

copy short url   نسخ
02/09/2024
0