حوار - نجوى إسماعيل
وجه سعادة سفير استراليا بالدوحة، السيد اكسل وابهورست، التهاني والتبريكات إلى القطريين والمسلمين حول العالم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، واصفاً اياه بأنه شهر الصوم والخير الوفير، معرباً عن سعادته بقضاء هذا الشهر في قطر للعام الثاني على التوالي.
وأشار سعادته إلى أن شهر رمضان في قطر يتميز بنكهة خاصة حيث يحيي القطريون شعائر هذا الشهر الكريم، كما تتزين المساجد والطرقات وتنشط حركة التجارة بعد الافطار مما يعطيه طابعاً مميزاً، اضافة إلى تمسك المجتمع المحلي بعاداته وتقاليده خلال الشهر وخصوصاً احتفاليات ليلة القرنقعوه والتي يفرح بها الكبار والصغار، أفراداً ومؤسسات حيث تعتبر مناسبة شعبية هامة.
وقال سعادته إنه قام بتجربة الصيام في السابق حيث صام لشهر كامل وشعر بروحانية هذا الشهر، مؤكداً أن الصيام لديه ابعاد دينية واجتماعية عظيمة، كما أن فوائده للجسم لا تعد، كما يدرب الصيام الانسان على الصبر والتدبر والتأمل، كما يدعو إلى الأعمال الخيرية والتطوعية، وكافة الأعمال الانسانية الطيبة.
سعادة السفير، تقضون شهر رمضان في قطر للعام الثاني على التوالي، أخبرونا عن مدى حماسكم واستعدادكم بهذا الشهر الفضيل؟
- أتوجه بالتهاني للمسلمين في كافة أرجاء العالم وللقطريين على وجه التحديد بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، شهر الصوم والخير الوفير، وأكثر الشهور قداسة في التقويم الهجري، ويشرفني التواجد في قطر للمرة الثانية على التوالي في رمضان، وأقول لكم «مبارك عليكم الشهر يا أهل قطر».
برأيكم، ما الذي يميز رمضان في قطر عن رمضان في أي دولة إسلامية اخرى؟
- قضاء شهر رمضان في قطر يحظى بطابع مميز وساحر حيث تحتفي قطر بالشهر الكريم محتضنة أجواء رمضانية عربية ساحرة، ويمكنك رؤية هذا الطابع الاحتفالي في كافة الفنادق المطاعم والأسواق التجارية، كما تنظم كتارا وأكاديمية أسباير للرياضة العديد من الدورات الكروية والرياضية بوجه عام في الفترة المسائية، وأرى أن تلك الفعليات تضفي لمسة إضافية على ما صرت أعرفها بمسمى «أجواء الشهر الفضيل».
ما رأيكم بتمسك المجتمع القطري بعاداته وتقاليده خلال الشهر الكريم، وما أهمية ذلك؟
- بالفعل دولة قطر لا تزال مخلصة لعادات وتقاليد رمضان التي توارثتها الأجيال عبر العصور ويمكننا أن نرى لمحة من هذا التاريخ الرمضاني في متحف الفن الإسلامي وحتى عبر التجول في أزقة وشوارع سوق واقف في شهر رمضان. وتتميز قطر بالاحتفال بيوم القرنقعوه في منتصف شهر رمضان من كلّ عام ولاحظت ان الاحتفال لم يعد مقتصراً على الصغار، بل باتت العديد من المؤسسات والشركات الخاصة تحتفل به حيث توزع عليهم الحلوى والمكسرات.
كيف تقضون يوميات هذا الشهر الفضيل، هل تشاركون القطريين وجبات الافطار والسحور؟
- لقد حظيت بفرصة تناول افطار رمضاني في منزل احد اصدقائي القطريين، وقد أثار اهتمامي العناية في تحضير المائدة، والحرص على الصلاة والدعاء قبل الإفطار، وهذا يدعونا لتذكر قيمة وأهمية الطعام.
كما أنني أحرص على حضور الخيم الرمضانية والمجالس القطرية، لأنها توفر اجواء مميزة وممتعة، اضافة إلى الضيافة الكريمة والتي يتميز بها الشعب القطري.
هل يؤدي المسلمون الاستراليون شعائرهم الدينية خلال الشهر الكريم بكل حرية؟
وصل تعداد المسلمين في أستراليا إلى 604.000 نسمة وذلك وفقاً لآخر تعداد سكاني رسمي أجرته الدولة بعام 2016 ويتمتع المسلمون في أستراليا بحرية في ممارسة الشعائر الدينية والاحتفال من خلال تنظيم موائد إفطار رمضانية تجمع العائلات.
ما أكثر ما تأثرتم به حول إحياء المسلمين لرمضان من خلال تجربتكم؟
- هذا ثاني عام على التوالي أحظى بقضاء رمضان بقطر كما سبق لي قضاؤه في عدة بلدان عربية وإسلامية حيث شرفت بقضاء الشهر الفضيل في إيران والأردن ودول إسلامية اخرى. وقد شاهدت عادات رمضانية متشابهة ومتباينة بين تلك البلدان وجميعها تتميز بأجواء روحية سامية وجميلة.
الأسرة القطرية تجتمع في رمضان على مائدة الافطار، ما أهمية ذلك في عصرنا الحديث؟
- أجواء رمضان مختلفة عن باقي شهور السنة فهي فريدة من نوعها، لاحظت حرص العائلات في قطر على تخصيص شهر رمضان للتزاور والتراحم، الكثير من الأسر تجتمع للإفطار والصلاة وهذا يساعد على التماسك الأسري والتقارب في عصر تطغى فيه التقنيات الحديثة ووسائل الترفيه على الوقت العائلي المحبب.
ما هي أهمية الصيام برأيكم معنوياً وصحياً واجتماعياً؟
- للصوم فوائد صحية عدة فهو يساعد على تنظيم عملية الهضم ويقلل من ضرر الإصابة بأمراض مزمنة كالسكر والضغط. كما يشتهر الشهر بالزيارات العائلية وقضاء وقت ممتع حول موائد الإفطار والسحور المتنوعة.
هل قمتم بتجربة الصيام يوماً؟
- بالفعل قمت بتجربة صيام شهر رمضان بالكامل حين صادف تواجدي بالأردن لدارسة اللغة العربية وأحببت أن أشارك زملائي وأساتذتي تجربة الصيام، أتذكر ان الأيام الثلاثة الأولى هي الأصعب ولكن مع مضي الوقت اعتدت الأمر.
يرتبط الشهر الفضيل باعمال الخير ومساعدة الفقراء، هل لاحظتم هذا التوجه في قطر، وما أهمية ذلك في تعزيز مبادئ الانسانية والمساعدة وحب الخير؟
- يجسد شهر رمضان الفضيل الكثير من المعاني الإنسانية السامية فهو رمز الصبر والتدبر والتأمل ويشهد الشهر الكثير من الأعمال الخيرية والتطوعية من كفالة المحتاجين وإطعام المساكين والتصدق. يساعد العمل الإنساني وضبط النفس أثناء شهر رمضان على تحسين الذات ومن ثم فإنه بعيد كل البعد عن التطرف والإرهاب.