+ A
A -

تسعة وعشرون عاما مضت على فجر الثالث من سبتمبر 1995، تضع اليوم قدمها على سلم نهاية العقد الثالث من الكلمة الأولى (الحرية) التي أعلنتها الوطن في طريقها نحو كلمة البناء، كلمة الحق والعدالة، في وطن بعهد جديد ورؤية جديدة تعانق السماء.

في مثل هذا اليوم صدر العدد الأول الذي، كان بداية ثورة اعلامية على مستوى قطر والخليج.. أثارت فضول المتربصين واستغراب حتى بعض الزملاء القادمين من ثقافات صحفية دكتاتورية.

بداية أعلنت فتح الآفاق للاقلام التي تكتب بسن الرمح، وتفتح صفحاتها للقضايا العربية، وعلى رأسها قضية العرب الأولى الجرح النازف في فلسطين.

لقد تشرّفت أن أكون من الجيل المؤسس مع المزيج من الزملاء من جميع المدارس الصحفية العربية التي استطاعت الوطن أن تصهرها وتوحدها في مدرسة صحفية واحدة حتى لم تعد تميز أن هذا الكاتب سوداني أو تونسي أو فلسطيني أو أردني، بل كاتب في الوطن القطرية لغة وأسلوبا وخطا وإن تنوعت القضايا التي تطرح محليا وخليجيا وعربيا وعالميا.

لقد كان من سياستها أن تنقل للقارئ الكريم ما يحدث في العالم عبر شبكة مراسلين من واشنطن إلى موسكو.. ووجهت بوصلتها نحو الشأن المحلي، فحركت المياه الراكدة، ونقلت هموم القراء. فكانت الأكثر جرأة في عرض قضايا تمس مؤسسات حكومية، عبر انتقادات هدفها كشف أي خلل في اعمال مؤسسات الدولة. وراهن كثيرون على تراجعها فيما كان يشبهها بعض الصحفيين بأنها (جزيرة) تلك المرحلة..

في عقدها الأول واجهت الوطن العديد من المصاعب، لكنها تجاوزتها بفضل حكمة إدارتها وملّاكها.. وتعرضت لهزات كانت تنهض منها بقوة.. ورغم ما عانته الصحافة الورقية، عَبَرت الوطن إلى العقد الثالث بكل ما لديها من صبر وخبرة زملاء لا زالوا يديرون الدفة باقتدار.

تحية لمن وضعوا اللبنة الأولى في مدماك تأسيسها بالقرب من دوار مدماك على الدائري الرابع.

مبروك لـ الوطن مواصلتها العطاء لتسعة وعشرين عاما، ونسأل الله أن تعيد فتح مكتبها في القدس، لتحتفل بإعادة فتح بيت المقدس تحت ظلال المجاهدين.

copy short url   نسخ
05/09/2024
40