في مثل هذا اليوم من العام 1820م وُلدت «هارييت توبمان» الأميركية من أصل إفريقي والناشطة في مجال إلغاء الرق وحقوق الإنسان!
عندما كانتْ العبودية منتشرة في المجتمع الأميركي شكّلتْ «هارييت توبمان» فرقة سرية لإنقاذ العبيد من العبودية، واستطاعتْ تحرير سبعمائة شخص!
فيما بعد سألوها: ما أصعب خطوة واجهتكِ؟ فقالتْ: إقناع شخص بأنه ليس عبداً!
يغفلُ كثير من الناس عن حقيقة مهمة هي أن المرء كما يرى نفسه!
في حياتنا نُحاول أن نَمُد يد المساعدة للآخرين، في الضائقة المالية، في الخلافات الأُسرية، في مشاكل العمل، في الحي، مع الأهل والجيران والأصدقاء، وكثيراً ما نكتشف أننا لم نستطع أن نحل المُشكلة من جذورها، وفي الغالب يكون السبب وراء ذلك أننا نُحاول تغيير البيئة المادية مُعتقدين أنها المشكلة، بينما لا ننتبه أن المشكلة أساساً في داخل صاحب المشكلة، لا يكفي أن نُغيِّر الظروف المادية للناس أحياناً يكمُن الحل في تغيير نفسياتِهم وعقلياتِهم ونظراتِهم إلى الحياة وإلى أنفسهم!
قلتُ أكثر من مرة إن أبا بكر رضي الله عنه هو من حرَّر بلالاً رضي الله عنه، هذا لا خلاف فيه ولا يكاد يجهله أحد، ولكن خلف هذه الحقيقة حقيقة أُخرى مفادها أن أبا بكر حين دفع ثمن بلال لأُمية بن خلف كان قد حرَّره مادياً، ولكن بلالاً كان قد حرَّر نفسه وروحه قبل هذا بكثير، تحديداً حين اقتنع أن أُمية وإن ملكَ جسده فإنه لا يملك قلبه وروحه! وإن أُمية وإن كان باستطاعته أن يُسكن جسد بلال حيث شاء، إلا أن روحه وقلبه لا سُلطان عليهما إلا لِلَّذي خلقهما!
لولا هذه القناعة ما أُلقي بلال في القيد أصلاً، وما طُرح على رمال مكة ليأتي أبو بكر ويُعتقه، نظرة بلال إلى نفسه لا تقل أهمية عن مال أبي بكر الذي جعله حراً فعلاً!بقلم: أدهم شرقاوي
عندما كانتْ العبودية منتشرة في المجتمع الأميركي شكّلتْ «هارييت توبمان» فرقة سرية لإنقاذ العبيد من العبودية، واستطاعتْ تحرير سبعمائة شخص!
فيما بعد سألوها: ما أصعب خطوة واجهتكِ؟ فقالتْ: إقناع شخص بأنه ليس عبداً!
يغفلُ كثير من الناس عن حقيقة مهمة هي أن المرء كما يرى نفسه!
في حياتنا نُحاول أن نَمُد يد المساعدة للآخرين، في الضائقة المالية، في الخلافات الأُسرية، في مشاكل العمل، في الحي، مع الأهل والجيران والأصدقاء، وكثيراً ما نكتشف أننا لم نستطع أن نحل المُشكلة من جذورها، وفي الغالب يكون السبب وراء ذلك أننا نُحاول تغيير البيئة المادية مُعتقدين أنها المشكلة، بينما لا ننتبه أن المشكلة أساساً في داخل صاحب المشكلة، لا يكفي أن نُغيِّر الظروف المادية للناس أحياناً يكمُن الحل في تغيير نفسياتِهم وعقلياتِهم ونظراتِهم إلى الحياة وإلى أنفسهم!
قلتُ أكثر من مرة إن أبا بكر رضي الله عنه هو من حرَّر بلالاً رضي الله عنه، هذا لا خلاف فيه ولا يكاد يجهله أحد، ولكن خلف هذه الحقيقة حقيقة أُخرى مفادها أن أبا بكر حين دفع ثمن بلال لأُمية بن خلف كان قد حرَّره مادياً، ولكن بلالاً كان قد حرَّر نفسه وروحه قبل هذا بكثير، تحديداً حين اقتنع أن أُمية وإن ملكَ جسده فإنه لا يملك قلبه وروحه! وإن أُمية وإن كان باستطاعته أن يُسكن جسد بلال حيث شاء، إلا أن روحه وقلبه لا سُلطان عليهما إلا لِلَّذي خلقهما!
لولا هذه القناعة ما أُلقي بلال في القيد أصلاً، وما طُرح على رمال مكة ليأتي أبو بكر ويُعتقه، نظرة بلال إلى نفسه لا تقل أهمية عن مال أبي بكر الذي جعله حراً فعلاً!بقلم: أدهم شرقاوي