+ A
A -
أكرم الفرجابي

شدد اختصاصيو تغذية وخبراء تربويون مع بداية العام الدراسي، على ضرورة الاهتمام بنوعية الأطعمة، التي تتواجد في المقاصف المدرسية وحقائب الأطفال، بحيث تكون أغذية صحية، تسهم في بناء القدرات الجسدية والعقلية للطلاب، كونها تمد الطفل بالطاقة اللازمة لتحصيل دروسه طوال اليوم الدراسي.

وأكدوا لـ «الوطن » أن التغذية السليمة والمتوازنة ضرورة لا غنى عنها لتحقيق النجاح المدرسي؛ نظراً لدورها في تقوية التركيز ومضاعفة القدرات العقلية، والتأثير إيجاباً على المهارات الذهنية، مثل تذكر المعلومات واستيعاب الدروس، مقترحين توفير خطة تثقيفية بالمدارس، يُوضع من خلالها جدول خاص بالوجبات، يحتوي على العناصر الغذائية التي يمكن أن تلبّي حاجة الطفل الغذائية.

التوعية والتثقيف

بداية يؤكد د. زهير العربي خبير التغذية العلاجية، على ضرورة الاهتمام بالمقاصف المدرسية بشكل أكبر بحيث يمنع وصول أي أغذية غير صحية للطلاب، وفي الوقت نفسه توفير الأغذية المفيدة للجسم، بحيث تكون معظمها من الأغذية الطبيعية وغير المصنعة، كالسندويتشات التي تحتوي على البروتينات مثل الجبنة البيضاء واللبنة وحتى الفلافل لما في البقوليات من فوائد متعددة، مشيراً إلى أهمية التوعية والتثقيف بين الطلاب حول الأغذية الصحية وأهميتها ونوعيتها، مشدداً على ضرورة أن تحظى المقاصف المدرسية بأكبر قدر من الاهتمام، خاصة في المرحلة الابتدائية، التي يبدأ فيها جسم الطفل في النمو، حيث تعتبر مرحلة الطفولة من أكثر مراحل حياة الإنسان أهمية، فهي الأساس في بناء صحّته الجسدية والعقلية، ومن ثم فإن الإهمال في هذه الفترة الحسّاسة من حياة الطفل وتغذيته الصحية بشكل خاص سواء في المنزل أو المدرسة، سوف يؤدي إلى مشاكل كثيرة على رأسها مشكلة تأخّر النمو.

ويشير د. العربي إلى أنه سيترتب على ذلك، نموّ الطفل بشكل بطيء مقارنة بالأطفال الذين يتبعون لنفس فئته العمرية الذين يتبعون أنماطاً غذائية صحية فضلاً عن مشكلة ضعف مقاومة الطفل للأمراض، إذ إنّها تزداد بشكل كبير نتيجة سوء التغذية، وبالمقابل فإن التركيز على الطعام الصحي للطفل في هذه المرحلة، سوف يضمن بشكل مباشر وضع أُسس قوية لجسم قوي وصحة سليمة، موضحاً أن الأطعمة التي يحتاجها الطفل تختلف تبعاً لاختلاف فئته العمرية، حيث إنّه في كل فترة من فترات حياته يكون جسمه بحاجة إلى نوع معين من العناصر الغذائية، ومع كل مرحلة عمرية تتطوّر احتياجات الجسم لأنواع جديدة من هذه العناصر الغذائية، وهو ما يجب أن يعيه المسؤولون عن المقاصف المدرسية بالدولة، من حيث تشديد الرقابة عليها، والحرص على توفير أكبر قدر من الخضراوات والفواكه، والابتعاد تماماً عن المشروبات الغازية والحلويات الدسمة والوجبات التي تمتلئ بالدهون والنشويات.

التغذية السليمة

من جانبها تقول الدكتورة عائشة صقر، أخصائية تغذية علاجية وسمنة، إن التغذية المدرسية تعد واحدة من ركائز النمو والصحة السليمة للأطفال والمراهقين والشباب بجميع المرحل الدراسة، حيث إن التغذية السليمة تؤثر على نمو الطفل الجسدي والذهني، وكما نعلم أن هنالك بعض الأغذية التي تزيد من تركيز الطالب ومعدل ذكائه، بالإضافة إلى أن هنالك أيضا أنواعاً أخرى من الأغذية تؤثر على مستوى طاقة الطفل وحركته، وبشكل عام احتواء الوجبات المدرسية على عناصر غذائية متوازنة من المكونات الغذائية الأساسية مثل البروتينات والنشويات والدهون، يعتبر عاملاً أساسياً، ويأتي في المقام الثاني اهتمام الأهالي بتغذية أطفالهم بما يعرف بالمكملات الغذائية الصغرى كالفيتامينات والمعادن، وهي عبارة عن مواد أساسية لاستكمال العمليات الحيوية التي تتم في الجسم من نمو وتجديد للخلايا وغيرها من التفاعلات الكيميائية، مثل عملية حرق الدهون.

وأوضحت د. صقر أن تغذية الطفل تبدأ من وجبة الإفطار، التي يجب أن تحتوي على بعض المواد الغذائية سريعة الامتصاص، والتي يتغذى عليها الدماغ كما هو معروف علمياً، أن الدماغ لا يستطيع استخلاص الطاقة إلا من السكريات البسيطة المتواجدة على سبيل المثال في العسل أو التمر أو الفواكه أو العصائر الطبيعية أو بعض أنواع السكريات المتواجدة في الحليب، في حين أن وجود مصدر للبروتين في وجبة الإفطار قبل ذهاب الطالب إلى مدرسته تعتبر البروتينات من الركائز الأساسية في تغذيته، مثل وجود البيض وأحد أنواع الأجبان البيضاء بالإضافة إلى تواجد الفول أو الحمص أو غيرها من البقوليات كنوع من أنواع التغيير، وبإمكان الأم أن تضع لأبنائها الكورنفيلكس المدعم بالمعادن أو الشوفان أو غيره من الحبوب والبقوليات التي كلما كانت أقرب إلى الطبيعة كانت أكثر فائدة وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف والفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى مصادر التغذية الأساسية الكبرى كالبروتينات والمواد النشوية ونسبة من الدهون، كما يفضل أن يحتوي غذاء الطالب الصباحي على مصادر من الدهون المفيدة، كإضافة زيت الزيتون إلى اللبنة أو الزعتر أو قلي البيض، ويمكن استبدال الدهون مثل زيت الزيتون ببعض أنواع المكسرات التي تفيد في تغذية ذاكرة الطفل والمحافظة على قدراته العقلية، وكذلك يعتبر الماء من الركائز الأساسية في تغذية الطفل، حتى يعوض الطالب ما يفقده من سوائل بسبب الحركة الزائدة.

اشتراطات صحية

من جهته يقول محمد الأحرق، مدرب رياضي وموجه تغذية، إن التغذية السليمة ونوعية الأكل في المقاصف المدرسية لها أهمية كبيرة بالنسبة لطلاب المدارس للأسباب التالية: توفير الطاقة والنشاط، لأن الطالب يحتاج إلى طاقة كافية لأداء الأنشطة الدراسية والبدنية خلال اليوم، من خلال تناول وجبات متوازنة تضمن لهم الطاقة اللازمة للحفاظ على التركيز والانتباه، بالإضافة إلى تعزيز المناعة، باعتبار أن التغذية الجيدة تساعد في تعزيز جهاز المناعة لدى الطلاب، مما يقلل من فرص الإصابة بالأمراض ويعزز قدرتهم على مقاومة العدوى، إلى جانب تحسين الأداء الأكاديمي، حيث أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون وجبات غذائية متوازنة يكون لديهم تركيز أفضل وأداء أكاديمي أعلى مقارنة بالذين يتناولون وجبات غير صحية، وكذلك تعلم عادات الأكل الصحية، من خلال تقديم طعام صحي في المقاصف يساهم في تعليم الطلاب عادات غذائية سليمة تدوم معهم مدى الحياة.

وأشار الأحرق إلى أهمية نوعية الأكل المناسبة في المقاصف المدرسية، متناولا أهمية الفواكه والخضراوات، مشدداً على ضرورة تقديم مجموعة متنوعة منها لضمان حصول الطلاب على الفيتامينات والمعادن الضرورية، بالإضافة إلى تقديم وجبات تحتوي على البروتينات: مثل اللحوم البيضاء، البيض، وأيضا الحبوب الكاملة: مثل الخبز الكامل والأرز البني، التي توفر الألياف والطاقة، إلى جانب منتجات الألبان: مثل الحليب والزبادي للحصول على الكالسيوم الضروري لنمو العظام، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة الحد من الأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبعة، مثل الحلوى والمشروبات التي تحتوي على نسبة سكر عالية، حيث يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة والطاقة، داعياً إلى تقديم خيارات غذائية صحية للمقاصف المدرسية لأنها تساعد في دعم صحة الطلاب وتعزيز قدرتهم على التعلم والتطور.

تكامل الأدوار

وبدورها تشير رشا الزمان أخصائية علاج طبيعي وموجهة مهارات حياتية، إلى أن الاهتمام بالتغذية المدرسية لم يعد نوعاً من الترف، بل أصبحت جانباً مهماً ومطلباً أساسياً يرفد تكامل العملية التربوية والتعليمية، لارتباطها المباشر بصحة الطلاب كثروة بشرية فاعلة في المجتمع، مشيرةً إلى أهمية مطابقة الغذاء الذي يقدم في المقاصف المدرسية للمواصفات الغذائية السليمة، التي جاءت في لائحة وزارة التربية والتعليم، منوهة بأنه حتى تكون التغذية المدرسية متوازنة، لابد من توفير خطة تثقيفية صحية بالمدرسة، يُوضع من خلالها جدول خاص للأمهات والأطفال، يحتوي على العناصر الغذائية التي يمكن أن تلبّي حاجة الطفل الغذائية، حيث تعاني أغلب الأسر من مشكلة اختيار الوجبات الغذائية لأطفالهم أثناء فترة الدراسة، وتكون هذه الخطة بمثابة ثقافة صحية تقي الأطفال من الإصابة بأمراض السمنة وغيرها من الأمراض المرتبطة بنوعية الغذاء.

وأوضحت الزمان بأنه بات في حكم المؤكد علمياً أن التغذية السليمة والمتوازنة ضرورة لا غنى عنها لتحقيق النجاح المدرسي نظراً لدورها في تقوية التركيز ومضاعفة القدرات العقلية، والتأثير إيجاباً على المهارات الذهنية مثل تذكر المعلومات واستيعاب الدروس، لافتة إلى أن العودة إلى المدارس مناسبة مهمة لكل أفراد الأسرة والمجتمع؛ حيث إن للتغذية في سن الطفولة أهمية قصوى على صحة الإنسان في مراحل النمو الأخرى، فالأطفال يكبرون بسرعة وعادة ما تكون حركتهم كثيرة، وهذا يلزم أن يستهلكوا كميات مناسبة من الطاقة وأغذية متنوعة من فئات الأغذية المختلفة؛ كي تحصل أجسامهم على جميع العناصر الغذائية اللازمة وكذلك الفيتامينات والمعادن، وبالتالي تناول الوجبات الصحية المتوازنة التي تمنح الجسم الطاقة والعناصر الغذائية يعد أمراً ضرورياً بالنسبة للأطفال في هذه المرحلة العمرية.

copy short url   نسخ
08/09/2024
115