+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 2013م تخرَّج المُمثل الأميركي الشهير «مارك والبيرغ» من الثانوية وعمره 42 سنة!
في الحقيقة أنّ مارك تركَ التعليم في شبابه ولم يتخرّج من المدرسة الثانوية، ولكنّه أعاد الالتحاق بها في الأربعين من عمره ليكون قدوة حسنة لأولاده، وبعد التخرُّج قال:
إذا لم نعشْ كقُدوات ونماذج حسنة، فمن أجل ماذا نعيش؟! ها أنا اليوم أُعيد تقديم نفسي لكم، مارك والبيرغ خريج المدرسة الثانوية، دفعة 2013!
على المقلب الآخر فإنّ الممثلة البريطانية «إيما واتسون» كانتْ تُخفي كُتباً في محطات الميترو، والأماكن العامة التي تزورها لتشجع معجبيها على ثقافة البحث عن الكتب ثم قراءتها، وكانتْ تضع داخل الكتاب الذي تُخبِّئه رسالة بخط يدها تشكر فيها الشخص الذي عثر على الكتاب تطلب منه أن لا يكون هذا هو الكتاب الأخير الذي يقرأه!
ليس كل ما في الغرب سيئا، وليس كل ما في بلادنا جيدا، الحكمة ضالة المؤمن، والحكمة في أبسط معانيها أن تأخذ الجيد من الآخرين ولو خالفوك في الدين والمُعتقد، وأن تترك السيئ من الآخرين ولو كانوا أقرب الناس إليك!
إن المُناداة بترك كل شيء في الغرب فكرة قبيحة تماماً كالمُناداة بأخذ كل شيء من الغرب! المشكلة ليستْ في الغرب ولا في الشرق وإنما في ثقافة الأخذ والترك عندنا، نحن مثلاً نُريد أن نأخذ من الغرب تحرُّرهم في علاقاتِهم دون أن نأخذ انضباطهم في دواماتِهم!
ونُريد أن نأخذ من الغرب ثقافة الحفلات دون أن نأخذ منهم حفاظهم على المال العام!
في ديننا من الأخلاق والقيم ما يكفي ولو التزمنا به لحكمنا العالم مرة أخرى ولكن الإشادة بنُبل الآخرين هو دين أيضاً، ألمْ يقُل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للمُسلمين الأوائل: اذهبوا إلى الحبشة فإن فيها ملكاً لا يُظلم عنده أحد! وكان النجاشي يومئذٍ على دين آخر غير ديننا!بقلم: أدهم شرقاوي
في الحقيقة أنّ مارك تركَ التعليم في شبابه ولم يتخرّج من المدرسة الثانوية، ولكنّه أعاد الالتحاق بها في الأربعين من عمره ليكون قدوة حسنة لأولاده، وبعد التخرُّج قال:
إذا لم نعشْ كقُدوات ونماذج حسنة، فمن أجل ماذا نعيش؟! ها أنا اليوم أُعيد تقديم نفسي لكم، مارك والبيرغ خريج المدرسة الثانوية، دفعة 2013!
على المقلب الآخر فإنّ الممثلة البريطانية «إيما واتسون» كانتْ تُخفي كُتباً في محطات الميترو، والأماكن العامة التي تزورها لتشجع معجبيها على ثقافة البحث عن الكتب ثم قراءتها، وكانتْ تضع داخل الكتاب الذي تُخبِّئه رسالة بخط يدها تشكر فيها الشخص الذي عثر على الكتاب تطلب منه أن لا يكون هذا هو الكتاب الأخير الذي يقرأه!
ليس كل ما في الغرب سيئا، وليس كل ما في بلادنا جيدا، الحكمة ضالة المؤمن، والحكمة في أبسط معانيها أن تأخذ الجيد من الآخرين ولو خالفوك في الدين والمُعتقد، وأن تترك السيئ من الآخرين ولو كانوا أقرب الناس إليك!
إن المُناداة بترك كل شيء في الغرب فكرة قبيحة تماماً كالمُناداة بأخذ كل شيء من الغرب! المشكلة ليستْ في الغرب ولا في الشرق وإنما في ثقافة الأخذ والترك عندنا، نحن مثلاً نُريد أن نأخذ من الغرب تحرُّرهم في علاقاتِهم دون أن نأخذ انضباطهم في دواماتِهم!
ونُريد أن نأخذ من الغرب ثقافة الحفلات دون أن نأخذ منهم حفاظهم على المال العام!
في ديننا من الأخلاق والقيم ما يكفي ولو التزمنا به لحكمنا العالم مرة أخرى ولكن الإشادة بنُبل الآخرين هو دين أيضاً، ألمْ يقُل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم للمُسلمين الأوائل: اذهبوا إلى الحبشة فإن فيها ملكاً لا يُظلم عنده أحد! وكان النجاشي يومئذٍ على دين آخر غير ديننا!بقلم: أدهم شرقاوي