في مثل هذا اليوم من العام 2013م قام موظف بنك في ألمانيا بالنوم على لوحة مفاتيح الكمبيوتر، ممّا أدى إلى تحويل مبلغ «222» مليون يورو إلى حساب خاطئ، وبسبب ذلك طُرد زميله في العمل لأنه لم يُلاحظ ذلك!
ذكَّرتني هذه الحادثة بقصة «قراقوش» مع الحائك، والقصة أنّ حائكاً تشاجر مع رجل في الطريق وفقأ له عينه، فجاء الرجل إلى قراقوش شاكياً الحائك، فأمر بإحضاره، وقضى أن تُفقأ عينه، فقال له الحائك: يا سيدي الوالي أنا رجل حائك ولا أستغني عن عيني، ولكن لي جار صياد يُمكنه أن يعمل بعين واحدة، فلماذا لا تفقأ له عينه؟!
استحسن قراقوش الرأي وأصدر أمراً بِفقء عين الصياد الذي لا ناقة له ولا جمل!
قصة قراقوش والحائك ذكرها ابن مماتي وزير مالية صلاح الدين الأيوبي في كتابه «الفافوش في حكم قراقوش» وقد أورد في الكتاب عشرات القصص التي لا يقبلها عقل ولا منطق، وتُجافي الواقع وحقائق التاريخ، على العكس تماماً كان قراقوش والياً جيداً، وإن عُرف عنه الحزم والشِّدَّة، ولكنه لم يكن بهذا الحُمق والبلاهة، كل ما في الأمر أن الوزير ابن مماتي أراد أن يسخر أو بالأحرى أن يعترض على تولية صلاح الدين للأتراك وغيرهم على حساب أبناء مصر، ومن المُؤكّد أن صلاح الدين لم يعرف بالكتاب، فقد انتشرَ بعد وفاة الثلاثة صلاح الدين وابن مماتي وقراقوش، هذا إذا سلَّمنا أن ابن مماتي قد كتبه فعلاً، ولكن للأمانة العلمية لا شيء هناك يُثبت أنه لم يفعلها!
خلاصة القول إن هناك أحكاماً قضائية، أو عقوبات في شركات، أو عائلات، تصل حد الغباء المُنقطع النظير، تخيَّل أن تُطرد من عملك لأن زميلك في العمل قد نام وتسبَّب بكارثة! ما كتبه ابن مماتي تجنِّياً وافتراءً على قراقوش نجده يومياً يحدث شيء منه في الحياة!بقلم: أدهم شرقاوي
ذكَّرتني هذه الحادثة بقصة «قراقوش» مع الحائك، والقصة أنّ حائكاً تشاجر مع رجل في الطريق وفقأ له عينه، فجاء الرجل إلى قراقوش شاكياً الحائك، فأمر بإحضاره، وقضى أن تُفقأ عينه، فقال له الحائك: يا سيدي الوالي أنا رجل حائك ولا أستغني عن عيني، ولكن لي جار صياد يُمكنه أن يعمل بعين واحدة، فلماذا لا تفقأ له عينه؟!
استحسن قراقوش الرأي وأصدر أمراً بِفقء عين الصياد الذي لا ناقة له ولا جمل!
قصة قراقوش والحائك ذكرها ابن مماتي وزير مالية صلاح الدين الأيوبي في كتابه «الفافوش في حكم قراقوش» وقد أورد في الكتاب عشرات القصص التي لا يقبلها عقل ولا منطق، وتُجافي الواقع وحقائق التاريخ، على العكس تماماً كان قراقوش والياً جيداً، وإن عُرف عنه الحزم والشِّدَّة، ولكنه لم يكن بهذا الحُمق والبلاهة، كل ما في الأمر أن الوزير ابن مماتي أراد أن يسخر أو بالأحرى أن يعترض على تولية صلاح الدين للأتراك وغيرهم على حساب أبناء مصر، ومن المُؤكّد أن صلاح الدين لم يعرف بالكتاب، فقد انتشرَ بعد وفاة الثلاثة صلاح الدين وابن مماتي وقراقوش، هذا إذا سلَّمنا أن ابن مماتي قد كتبه فعلاً، ولكن للأمانة العلمية لا شيء هناك يُثبت أنه لم يفعلها!
خلاصة القول إن هناك أحكاماً قضائية، أو عقوبات في شركات، أو عائلات، تصل حد الغباء المُنقطع النظير، تخيَّل أن تُطرد من عملك لأن زميلك في العمل قد نام وتسبَّب بكارثة! ما كتبه ابن مماتي تجنِّياً وافتراءً على قراقوش نجده يومياً يحدث شيء منه في الحياة!بقلم: أدهم شرقاوي