بعد انتهاء الجولة الثانية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026 يستعد منتخب قطر لكرة القدم لتعويض ظهوره غير المتوقع في التصفيات في مرحلتها الأخيرة، عطفا على المستوى الفني المميز الذي ظهر عليه المنتخب في التصفيات خلال المراحل الأولى. ثاني المواجهات أمام كوريا الشمالية كانت الآمال كبيرة في العودة بعد الخسارة الأولى.

حيث خاض منتخب قطر مواجهة صعبة جداً أمام كوريا الشمالية، بعد ظهر الثلاثاء، في ظل الأجواء المناخية السيئة والأمطار الغزيرة التي أثرت سلباً على مجريات المواجهة، وكذلك على مستوى منتخب العنابي، الذي قدم أداءً «غير متوقع»، خصوصاً من الجانب الدفاعي، فبعد أن تقدم في النتيجة (2-1)، نجح منتخب كوريا الشمالية في معادلة النتيجة (2-2) وصعّب المباراة كثيراً. ونجح العنابي في تحويل تأخره بهدف إلى فوز ثمين بهدفين وبعد المعاناة الكبيرة في آخر دقائق الشوط الأول بسبب هطول الأمطار الغزيرة، استمر الوضع على ما هو عليه في الشوط الثاني، وسبّب الضباب الكثيف والأمطار الغزيرة عرقلة تحرك اللاعبين القطريين مع رؤية سيئة جداً، وهو ما استغله منتخب كوريا الشمالية لتسجيل هدف التعادل الثاني، إثر تسديدة قوية لم يرها الحارس مشعل برشم، بسبب سوء الرؤية، لتسكن أقصى زاوية المرمى هدفا محبطا.

عدم الرضا بعد تعادل كوريا الشمالية خلق فرص تعامل مدرب المنتخب القطري ماركيز لوبيز مع التفاصيل الصغيرة، من حيث المستجدات التي طرحها على مستوى الخيارات التكتيكية قبل انتقاء العناصر القادرة على التعامل مع جذوة منافس يبحث عن إثبات حضوره لإطالة أمد بقائه طرفًا في معادلة المنافسة رغم إدراكه بأن حضوره في مشهد التأهل مستقبلًا يبدو ضربًا من الخيال … وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر ما هو أفضل في التصفيات. المهمة لن تنتهي والأمل موجود والفرصة متاحة، ومنتخبنا العنابي يتجه للمواجهة الثالثة أمام نظيره القرغيزي بالجولة القادمة من منافسات المجموعة الأولى يوم 10 أكتوبر المقبل بالدوحة، في حين تلتقي الإمارات مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في العين، وتلعب أوزبكستان مع إيران في طشقند. ويظل الحديث عن ماركيز لوبيز مدرب منتخب قطر هو حديث المتابعين بعد الإخفاق … خاصة وان المدرب أجرى تغييرين اثنين على التشكيلة الأساسية لمنتخب قطر في مباراة كوريا الشمالية، مقارنةً بالمباراة السابقة التي خسرها في الجولة الأولى داخل الديار أمام شقيقه منتخب الإمارات، وذلك بإقحام همام الأمين بدلًا من محمد وعد، وعبد الله اليزيدي بدلًا من إسماعيل محمد.

وحتى التبديلات التي أجراها خلال مباراة كوريا الشمالية وقبلها مواجهة الإمارات، لم تكن مرضية واعتبر الكثيرون أنها لم تسهم في تحقيق الفوز الأول.. وأضاع المنتخب القطري الفرصة لتسجيل أول فوز أمام المنتخب الكوري الشمالي عندما لعب بعشرة لاعبين بعد طرد قائد الفريق من شوط اللعب الأول، ولكن لوبيز لم يستثمر الفرصة على الرغم من التبديلات التي أجراها قبل نهاية الشوط الأول.. ولاتزال الفرصة متاحة من أجل تحقيق نتيجة إيجابية والعودة إلى سكة الانتصارات في الجولة الثالثة.