احتفل القطاع الصحي بجامعة قطر بتنظيم أول حفل لتكريم طلبة جواز سفر التعليم الصحي المتداخل في مجال التعليم الصحي، حيث تم تكريم أول مجموعة من طلاب المهن الصحية الذين أتموا بنجاح برنامج جواز سفر التعليم الصحي المتداخل، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز التعاون والتكامل بين أعضاء الفريق الصحي خلال تدريبهم.
وضمت المجموعة 71 خريجا من جامعة قطر و15 خريجا من جامعة كالجاري في قطر.
تأتي هذه المبادرة، التي يقودها القطاع الصحي بجامعة قطر، لتؤكد على أهمية التعاون بين التخصصات الصحية المختلفة في مواجهة التحديات المتزايدة في تقديم الرعاية الصحية. وقد سلط الحفل الضوء على إنجازات الطلاب وتأثير التعليم الصحي المتداخل على ممارسات الرعاية الصحية المستقبلية في قطر وخارجها.
وفي كلمته الافتتاحية، تحدّث الأستاذ الدكتور محمد أحمدنا، مساعد نائب الرئيس للجودة الأكاديمية والاستراتيجية في القطاع الصحي بجامعة قطر، عن تاريخ التعليم الصحي المتداخل في الجامعة قائلاً: «تم إنشاء لجنة التعليم الصحي المتداخل في عام 2014 من قبل كلية الصيدلة بجامعة قطر لتقديم التوجيه الاستراتيجي ودعم دمج التعليم الصحي المتداخل في مناهج الصيدلة، وتوسّعت هذه المبادرة لتشمل برامج صحية أخرى في قطر، وانتهاءً بإنشاء القطاع الصحي بجامعة قطر عام 2017».
كما تحدّث الدكتور أحمدنا عن التميّز الذي يتمتّع به طلاب المهن الصحية الذين أكملوا مسيرتهم في برنامج التعليم الصحي المتداخل، حيث علّق قائلاً «يعتبر خريجو البرنامج قادة قادرون على إحداث تغيير فعّال. ومع انطلاقهم في مسيرتهم المهنية، ستوجههم المبادئ التي تعلموها من خلال البرنامج لتحقيق تأثيرات مستدامة في مجالاتهم، سواء في الممارسات السريرية أو البحث أو صياغة السياسات».
ويقدم برنامج جواز سفر التعليم الصحي المتداخل فوائد عديدة للطلاب، حيث يشجعهم على المشاركة الفعالة في أنشطة التعليم الصحي المتداخل المدمجة في منهاجهم الدراسي. كما يعمل البرنامج كأداة تتيح للطلاب المشاركة تدريجيًا في الأنشطة الموجهة حسب سنتهم الدراسية التخصصية، ويساعد هذا البرنامج الطلاب على تحقيق الكفاءات المشتركة في التعليم الصحي المتداخل، وتعميق فهمهم للمفاهيم والمبادئ الأساسية. كما يمنح الجواز اعترافًا رسميًا بإكمال الطلاب لمتطلبات التعليم الصحي المتداخل، ويحصل الطلاب عند إتمامهم على شهادة موقعة من نائب رئيس الجامعة للعلوم الصحية والطبية، مما يعزز سيرتهم الذاتية أو ملفهم المهني.
وفي كلمتها، أكدت الدكتورة آلاء العويسي، مدير العمليات الإكلينيكية والشراكات بالقطاع الصحي بجامعة قطر، على أهمية هؤلاء الخريجين في قيادة التغيير، قائلةً، «أنتم الجيل المتمكن، قادة المستقبل، والمبتكرون وصانعو التغيير في مجال الرعاية الصحية. من خلال برنامج التعليم الصحي المتداخل، لم تكتسبوا المعرفة فقط، بل تعلمتم أيضًا قوة التعاون، والتواصل، والعمل الجماعي. هذا البرنامج جهزكم لتفكيك الحواجز التقليدية وتعزيز الفهم والتعاون بين مختلف المهن الصحية، أنتم تمتلكون فهمًا عميقًا لأهمية العمل الجماعي والتعاون، وستلعبون دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية».
وأوضحت الدكتورة آلاء العويسي قائلة: «الرعاية المتكاملة هي جوهر ما نقوم به، وعندما تنطلقون إلى العالم بجوازات سفركم في التعليم الصحي المتداخل، اعلموا أنكم مجهزون لقيادة التغيير. ستوجهكم مبادئ التعليم الصحي المتداخل نحو تحسين نتائج المرضى، وتشكيل السياسات الصحية، وتعزيز نظام صحي أكثر مرونة واستجابة».
ويُعدّ هذا النهج في الرعاية المتكاملة جزءًا محوريًا من رسالة القطاع الصحي بالجامعة، وسيمثل مبدأً توجيهيًا لهؤلاء المهنيين الجدد وهم يبدؤون حياتهم المهنية. سواءً ركزوا على تحسين نتائج المرضى أو تشكيل السياسات الصحية أو المساهمة في نظام صحي أكثر مرونة، ستظل مبادئ التعليم الصحي المتداخل حجر الزاوية في عملهم.
ومع استمرار القطاع الصحي بالجامعة في تعزيز برنامج التعليم الصحي المتداخل، يمثّل هذا الفوج الأول من خريجي برنامج جواز السفر التعليم الصحي المتداخل تحولًا كبيرًا نحو ممارسات رعاية صحية أكثر تعاونًا وفعالية. لا يعدّ البرنامج الطلاب لأدوارهم المستقبلية فحسب، بل يزودهم أيضًا بالأدوات اللازمة للتنقل والقيادة داخل بيئة الرعاية الصحية المتزايدة التعقيد والترابط.
كما وتتمثل مهمة القطاع الصحي بجامعة قطر في تصميم وتنفيذ وتقييم مبادرات التعليم الصحي المتداخل، لضمان تطوير الطلاب من مختلف التخصصات الصحية المهارات اللازمة لتقديم رعاية شاملة تركز على المريض. وتتضمن لجنة التعليم الصحي المتداخل ممثلين من 14 برنامجًا عبر أربع مؤسسات هي: جامعة قطر، ووايل كورنيل للطب – قطر، وجامعة كالجاري في قطر، وجامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا.
