ارتكبوا أول مجزرة.. لم تهتز شوارب بغداد، ولم ترمش عيون القاهرة فارتكبت المجازر، المجزرة تلو الأخرى، ولم يتحرك أحد.. اطمأنوا فبدأوا بتدمير البيوت.. خرسوا جميعا.. فهجروا الناس إلى المدارس فلحقوا بهم، دمروا المدارس، فلجأوا إلى المستشفيات، لحقوا بهم.. دمروا المستشفيات.. أقاموا الخيام، حرقوا الخيام، لجأوا للخلاء سمموا الفضاء..
فعقد ماهر الجازي ابن معان سليل مشهور حديثة قمة منفردة وأعلن الثورة منفردا..
لا بأس أن يستشهد مع العشرات يوميا في الضفة وغزة..
الأمة صامتة.. نائمة.. ترى أشلاء الأطفال والرجال ويذهبون إلى موائدهم يأكلون ما لذ وطاب من الكافيار وأم الربيان يعودون فحولا، ليس مهما تلك الأجساد التي تقطع إربا، ليس مهما أولئك الحرائر من أحفاد هاشم يهن ويؤسرن ويغتصبن ويقتلن.. ليس مهما أن يغتصب وطن ويقهر شعب ويذبح من الوريد إلى الوريد.. نكتب وماذا نكتب وكما قال ابن جلق:
كل الكتابات التي نكتبها
لا تعجب السلطان
مسافرون خارج الزمان والمكان
مسافرون ضيعوا نقودهم.. وضيعوا متاعهم
مهاجرون من شمال غزة إلى رفح من رفح إلى شمال غزة
ضيعوا أبناءهم.. وضيعوا أسماءهم.. وضيعوا انتماءهم..
وضيعوا الإحساس بالأمان
فلا بنو (...) يعرفوننا.. ولا بنو قحطان
ولا بنو ربيعة.. ولا بنو شيبان
ولا بنو ‘بوتين’ يعرفوننا.. ولا بنو ‘أردوغان’
نامت إندونيسيا وسكرت باكستان
يا وطني.. كل العصافير لها منازل
إلا العصافير التي تحترف الحرية:
«فهي تموت خارج الأوطان».