في مثل هذا اليوم من كل عام يجتمع سكان مقاطعة «تشومبيفيلكاس» في دولة «البيرو» في مهرجان يُدعى «Takanakuy» حيث يقوم السكان في هذا المهرجان، رجالاً ونساءً، شِيباً وشباناً، بِحلِّ خلافاتهم القديمة بالضرب والقتال، حيث يُنادي الشخص غريمه، ويشرعا بالقتال لكماً وركلاً وعضاً وسط دائرة من المُشجِّعين! والهدف من هذا المهرجان هو أن يبدأ الجميع عاماً خالياً من الحقد والكراهية والخلافات!
بعيداً عن فكرة المهرجان، وتسوية النزاعات بهذه الطريقة، إلا أنّ فكرة إخراج الأضغان من القلوب أفضل وسيلة للصُلح والتسامح، فإن أثقل ما يحمله الإنسان هو الكراهية!
المهرجان وإن كانت فكرته عنيفة إلا أنّه ينطلق من مبدأ جميل ويصل إلى نتيجة أجمل!
فأمَّا المبدأ الجميل، فهو أن الجروح التي لا يتم تنظيفها لا تلتئم، لهذا أنا دوماً مع العتاب بين الأحبة، لأن العتاب مجلاة القلوب، نحن حين نتعاتب فلا نصبّ الزيت على النار، على العكس تماماً نحن نُطفئها، ولكنَّنا نتعاتب لا كي نأخذ حقنا، أحياناً نحن لا نعاتب إلا الذين نُريد الاحتفاظ بهم، لهذا فالعتاب ليس لأجل الماضي، وإنَّما لأجل المستقبل، لأننا لا نُريد أن نتوجَّع بذات السبب مرةً أخرى، ما يبدو لكَ عادياً قد يجعلني بركاناً يغلي من الداخل يتحيَّن لحظة انفجار، وما أراه أنا عادياً قد يُغضبك، لهذا فإنَّ العتاب لأجل التصافي يضع حداً للمُستقبل، يجعلنا أكثر حذراً ومراعاةً لمشاعر الذين نُحبهم، أما الذين لا نُريد الاحتفاظ بهم فلا نتيجة تُرجى من المُعاتبة، لَمْلِم جروحك وامضِ ولا تسمح لهم أن يقتربوا مسافة تسمح لهم بالطعن مرةً أخرى!
وأمَّا النتيجة الجميلة، فهي البداية من جديد بنفسيةٍ بيضاء، وقلبٍ مُتسامح، المشاكل العالقة كالعُبوات الموقوتة لا يدري أحد متى تنفجر وتُطيح بالناس، وكالجمر تحت الرماد قد يشبُّ حريقاً مهولاً بين لحظة وأخرى، نزع فتيل الأزمات، أفضل طريقة لِحلِّها، الأطباء الشعبيون لا يضعون المراهم والدهون على الدمامل إنما يفقؤونها!بقلم: أدهم شرقاوي
بعيداً عن فكرة المهرجان، وتسوية النزاعات بهذه الطريقة، إلا أنّ فكرة إخراج الأضغان من القلوب أفضل وسيلة للصُلح والتسامح، فإن أثقل ما يحمله الإنسان هو الكراهية!
المهرجان وإن كانت فكرته عنيفة إلا أنّه ينطلق من مبدأ جميل ويصل إلى نتيجة أجمل!
فأمَّا المبدأ الجميل، فهو أن الجروح التي لا يتم تنظيفها لا تلتئم، لهذا أنا دوماً مع العتاب بين الأحبة، لأن العتاب مجلاة القلوب، نحن حين نتعاتب فلا نصبّ الزيت على النار، على العكس تماماً نحن نُطفئها، ولكنَّنا نتعاتب لا كي نأخذ حقنا، أحياناً نحن لا نعاتب إلا الذين نُريد الاحتفاظ بهم، لهذا فالعتاب ليس لأجل الماضي، وإنَّما لأجل المستقبل، لأننا لا نُريد أن نتوجَّع بذات السبب مرةً أخرى، ما يبدو لكَ عادياً قد يجعلني بركاناً يغلي من الداخل يتحيَّن لحظة انفجار، وما أراه أنا عادياً قد يُغضبك، لهذا فإنَّ العتاب لأجل التصافي يضع حداً للمُستقبل، يجعلنا أكثر حذراً ومراعاةً لمشاعر الذين نُحبهم، أما الذين لا نُريد الاحتفاظ بهم فلا نتيجة تُرجى من المُعاتبة، لَمْلِم جروحك وامضِ ولا تسمح لهم أن يقتربوا مسافة تسمح لهم بالطعن مرةً أخرى!
وأمَّا النتيجة الجميلة، فهي البداية من جديد بنفسيةٍ بيضاء، وقلبٍ مُتسامح، المشاكل العالقة كالعُبوات الموقوتة لا يدري أحد متى تنفجر وتُطيح بالناس، وكالجمر تحت الرماد قد يشبُّ حريقاً مهولاً بين لحظة وأخرى، نزع فتيل الأزمات، أفضل طريقة لِحلِّها، الأطباء الشعبيون لا يضعون المراهم والدهون على الدمامل إنما يفقؤونها!بقلم: أدهم شرقاوي