لا يمكن استمرار سياسة الاحتلال وكل هذا القتل المتعمد بحق أبناء الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها جريمته في مدينة نابلس وذلك عقب اقتحام بلدتها القديمة وقصف أحد منازلها بالصواريخ، وما رافق ذلك من إطلاق نار متعمد تجاه المدنيين العزل، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين، وإصابة أكثر من 69 مواطناَ ومواطنة بجروح مختلفة، إضافة إلى الدمار الذي ألحقته في عدد من منازل وممتلكات المواطنين بعد ان دمر المباني المدنية فوق رؤوس اصحابها في قطاع غزة وتسبب في قتل اكثر من 44 شخصا بدم بارد وبأسلوب مرفوض، ومن الواضح أن الاحتلال يمارس هذه الجريمة بشكل منظم وهي جزء من الحرب المفتوحة والمتعددة الأشكال والأدوات وجريمة حرب واستمرارا لسياسة الاحتلال بإرهاب الدولة المنظم. الخروج من هذه السياسة بات يتطلب ضرورة تكثيف الجهود الوطنية الرسمية والشعبية من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وحمايته ومواصلة التحرك السياسي والحقوقي على كل المستويات لتعرية جرائم الاحتلال والتصدي موحدين وبكل السبل لجرائم هذا الاحتلال وعصابات مستوطنيه وان اقتحام مدينة نابلس والمدن الفلسطينية في الضفة يندرج في إطار الحرب المفتوحة التي تشنها قوات الاحتلال ضد أهلنا في الضفة والتي لا تقل خطورة عن الحرب الهمجية التي شنتها في الأيام الأخيرة على قطاع غزة. ولا يمكن استمرار لغة الإدانة واستنكار ممارسات الاحتلال فقط، بعد سياسة الاحتلال والمناورة الواضحة المعالم لقوات الاحتلال فهي تأتي بعد ساعات قليلة على وقف إطلاق النار في قطاع غزة في محاولة مكشوفة للفصل الجغرافي والوطني بين أبناء الشعب الواحد، الأمر الذي بات يتطلب موقفا وطنيا يرتقي إلى مستوى المسؤولية والتحديات الراهنة وأن الخطوة العملية الواجب إنجازها للجم قوات الاحتلال تتمثل في وحدة الموقف الوطني، وتشكيل قيادة وطنية موحدة لتوحيد النضال في الميادين المختلفة في أنحاء الضفة والقطاع وقطع الطريق على سياسة الاحتلال للاستفراد بكل منطقة وتطبيق اجندة الاحتلال عبر التعامل مع كل فصيل فلسطيني بشكل فردي. جرائم الاحتلال وفظاعته التي يرتكبها يومياً بحق الأرض والمقدسات الإسلامية لن تنجح في كسر إرادة وعزيمة ابناء الشعب الفلسطيني الصامد ونضاله المشروع ضد الاستعمار والاحتلال، بل ستزيد من إصراره على الاستمرار في مقاومة المحتل حتى زواله عن الأرض الفلسطينية، وأن ينعم شعبنا بالحرية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
آراء و قضايا
جرائم الاحتلال وتعزيز الصمود والمواجهة
سري القدوةكاتب فلسطيني
Aug 12, 2022
شارك