الدوحة- قنا- ترتبط دولة قطر وكندا بعلاقات وثيقة تقوم على التفاهم وإعلاء القيم من منطلقات إنسانية في مختلف المجالات وخاصة الثقافية، حيث تحرص القيادة الحكيمة في الدولتين على تعزيز التعاون الثقافي منذ بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي اتسعت آفاقها مع افتتاح السفارة الكندية في الدوحة عام 2012.

وتولي كل من دولة قطر وكندا أهمية كبرى للشأن الثقافي، ما يدفع باستمرار في سبيل تعزيز التعاون الثقافي والانفتاح على الآخر، خاصة أن الدولتين يجمع بينهما قاسم مشترك وهو التنوع الثقافي الإنساني الذي يعتبر عنوانا واضحا في البلدين، ما جعل رسالة الثقافة وإعلاء قيم الإنسانية واحدة ومشتركة، الأمر الذي يمهد لتقارب حقيقي على مختلف الأصعدة وخاصة في الشأن الثقافي.

وعلى الرغم من مرور 12 عاما فقط على افتتاح السفارة الكندية في الدوحة، فإن مسيرة التعاون الثقافي المشترك متواصلة بشكل كبير سواء في قطر أو في كندا، لعل أقرب تعاون بينهما كان في شهر أغسطس الماضي من خلال المشاركة الكندية في فعاليات برنامج (كتارا) لعلوم الفضاء في نسخته الثالثة، حيث استضاف البرنامج الدكتور رينيه دويوان العالم بوكالة الفضاء الكندية، والأستاذ في جامعة مونتريال بكندا.

كما احتضنت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) عدة فعاليات ثقافية وفنية أبرزت ثراء الثقافة الكندية وتنوعها، ومن بين تلك الفعاليات المشاركة الكندية في أعمال الجمعية العمومية السادسة للشبكة الدبلوماسية الدولية العامة، كما استضافت (كتارا) الحفل الموسيقي لفرقة (الحمالون) الكندية في مارس 2017، إلى جانب مشاركة السفارة الكندية في مهرجان قطر الدولي للفنون في أكثر من نسخة.

ولم يغب التعاون الثقافي بين وزارة الثقافة والسفارة الكندية في الدوحة، فمنذ العام 2014 تعزز التعاون القائم بين الجانبين من خلال الأيام الثقافية الفرانكفونية، حيث تجتمع الدولتان تحت مظلة المنظمة الفرانكفونية، إذ قدمت السفارة الكندية جوانب مختلفة من فنون وآداب بلادها ما ساهم في تعريف الجمهور في قطر بالثقافة الكندية، فضلا عن احتضان الدوحة لمهرجانات فنية وثقافية ومعارض كندية تبرز أعمال فنانين كنديين، حيث تعرض لوحات وفنون معاصرة تعكس التراث والثقافة الكندية وصولا إلى ثقافة الطعام الكندي.

كما توجد شراكة في البرامج الأكاديمية، حيث تم تأسيس جامعة كالجاري في قطر منذ عام 2006، إلى جانب كلية شمال الأطلنطي والتي تحولت إلى جامعة الدوحة، ليتم تأسيس المدرسة الكندية بالدوحة بإذن ومنحة من دولة قطر في عام 2006 وافتتحت في عام 2007.

على الجانب الآخر اهتمت سفارة دولة قطر بتعزيز الحضور الثقافي القطري في كندا، من خلال تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية التي نقلت ثراء الثقافة القطرية وغناها وتنوعها إلى الجمهور في كندا، وتم عرض أفلام وثائقية عن تأسيس دولة قطر، وموسيقى وأغانٍ أظهرت التراث والفولكلور في قطر عبر التاريخ.

ومن خلال استعراض العلاقات الثقافية المتواصلة بين قطر وكندا مع تمتعها بدعم القيادة السياسية في البلدين يتضح وجود آفاق واعدة لتعزيز هذا التعاون الثقافي المبني على مشتركات إنسانية وثقافية عديدة، حيث يمكن تنمية هذا التعاون من خلال عدة سبل مثل تنظيم الفعاليات المشتركة، وإقامة مهرجانات ثقافية تجمع بين الثقافتين القطرية والكندية، تشمل عروضا موسيقية، ومعارض فنية، وعروض أفلام، والمشاركة في معارض الكتب بما يسمح بالتعرف أكثر على أدباء ومفكري كل بلد.