+ A
A -
في مثل هذا اليوم من العام 1972م بدأ عرض فيلم «العرَّاب» الشهير، لقي الفيلم رواجاً هائلاً يومها، واستطاع الممثل الشهير «مارلون براندو» أن يتفوَّق على نفسه في دور «الدون فيتو» الذي لعبه في الفيلم، كان أداؤه ساحراً بإجماع النقاد السينمائيين، لهذا لم يكن مُسْتَغْرَبَاً أن يفوز في العام التالي بجائزة الأوسكار كأفضل ممثل عن دوره في الفيلم!
ولكن المفاجأة كانتْ أنَّ «مارلون براندو» رفض تسلُّم الجائزة احتجاجاً على معاملة الشعب الأميركي للهنود الحمر وإظهارهم بصورة سيئة في أفلام هوليوود. ولم يكتفِ برفض الجائزة في مؤتمره الصحفي وإنما أرسل فتاةً من الهنود الحُمر لترفض الجائزة نيابة عنه يوم توزيع الجوائز، وألقتْ خطاباً قصيراً مُؤثِّراً عن العنصرية التي يُواجهها الهُنود الحُمر في أميركا عموماً وفي ثقافة الأفلام خصوصاً!
صحيح أن «مارلون براندو» لم يستلمْ جائزة الأوسكار، ولكنَّه استلم جائزة الإنسانية مع مرتبة الشرف، فليس حُراً من يرى إنساناً يُهان أمامه ويقف متفرجاً وبإمكانه أن يقول كلمة حق!
يقول علي شريعتي: إذا لم تستطع رفع الظُلم فأخْبِرْ الآخرين عنه على الأقل!
وهذا بالضبط ما فعله «براندو»، إنَّ رفضه للجائزة لم يُغيِّر الواقع فوراً، ولكنه سلّط الضوء على مُشكلة العُنصرية في أميركا، فبرفضه للجائزة وانحيازه إلى المظلومين حرَّك الرأي العام المحلي والعالمي تجاه هذه القضية!
لن تصل إلى قمة الإنسانية إلا إذا رفضتَ الظلم الذي يقع على الآخرين تماماً كما لو أنه واقع عليكَ شخصياً، إن ثقافة «أنا بخير فليذهب الآخرون إلى الجحيم» هي ثقافة أنانية، وسلوك حيواني هدفه البقاء لا أكثر، ثمة شيء أثمن من العمر كله، إنها المبادئ، والطريق التي يسير عليها الإنسان في حياته!بقلم: أدهم شرقاوي
ولكن المفاجأة كانتْ أنَّ «مارلون براندو» رفض تسلُّم الجائزة احتجاجاً على معاملة الشعب الأميركي للهنود الحمر وإظهارهم بصورة سيئة في أفلام هوليوود. ولم يكتفِ برفض الجائزة في مؤتمره الصحفي وإنما أرسل فتاةً من الهنود الحُمر لترفض الجائزة نيابة عنه يوم توزيع الجوائز، وألقتْ خطاباً قصيراً مُؤثِّراً عن العنصرية التي يُواجهها الهُنود الحُمر في أميركا عموماً وفي ثقافة الأفلام خصوصاً!
صحيح أن «مارلون براندو» لم يستلمْ جائزة الأوسكار، ولكنَّه استلم جائزة الإنسانية مع مرتبة الشرف، فليس حُراً من يرى إنساناً يُهان أمامه ويقف متفرجاً وبإمكانه أن يقول كلمة حق!
يقول علي شريعتي: إذا لم تستطع رفع الظُلم فأخْبِرْ الآخرين عنه على الأقل!
وهذا بالضبط ما فعله «براندو»، إنَّ رفضه للجائزة لم يُغيِّر الواقع فوراً، ولكنه سلّط الضوء على مُشكلة العُنصرية في أميركا، فبرفضه للجائزة وانحيازه إلى المظلومين حرَّك الرأي العام المحلي والعالمي تجاه هذه القضية!
لن تصل إلى قمة الإنسانية إلا إذا رفضتَ الظلم الذي يقع على الآخرين تماماً كما لو أنه واقع عليكَ شخصياً، إن ثقافة «أنا بخير فليذهب الآخرون إلى الجحيم» هي ثقافة أنانية، وسلوك حيواني هدفه البقاء لا أكثر، ثمة شيء أثمن من العمر كله، إنها المبادئ، والطريق التي يسير عليها الإنسان في حياته!بقلم: أدهم شرقاوي