جاء توقيع «اتفاق الدوحة للسلام» بين الأطراف التشادية تتويجا لمفاوضات استضافتها قطر مؤخرا، بين المجموعات التشادية والمجلس العسكري الانتقالي الحاكم، بمشاركة إقليمية ودولية، حيث لعبت خبرة دولة قطر في الوساطة الدبلوماسية دورا كبيرا في إتمام الاتفاقية ومشاركة الحركات السياسية العسكرية في الحوار الوطني الشامل السيادي في تشاد.وقد أصبح اسم الدوحة علامة بارزة في الاتفاقيات الإقليمية والوساطة الدولية وحل النزاعات، سواء من خلال الإعلان عن اتفاقات لإرساء الحوار الوطني بين الفرقاء السياسيين، كما كان في لبنان وإقليم دارفور في السودان، وآخرها في تشاد، أو بين أطراف دولية كما حدث في الحوار الأفغاني - الأفغاني والمحادثات بين الولايات المتحدة و«طالبان».سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية، أشار إلى أن الاتفاق يمهد لبدء انعقاد الحوار الوطني في العاصمة التشادية نجامينا، الذي يهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة في البلاد.وأرجع الحمادي نجاح دولة قطر في إتمام الاتفاق بين الأطراف التشادية إلى خبرة الدوحة في الوساطة الدبلوماسية، وما تتمتع به الدولة من علاقات متميزة مع مختلف دول العالم، فضلا عن حرص قطر على تحقيق الأمن والسلام الدوليين، مؤكدا أن الدوحة بذلت جهودا دبلوماسية وسياسية حثيثة على المستويات الإقليمية والدولية خلال السنوات الماضية في الوساطة بين الفصائل والكيانات والدول لتقريب وجهات النظر وإيجاد حلول مستدامة للنزاعات والخلافات، ومن أبرز الملفات التي نجحت الدبلوماسية القطرية في إنجازها وتحقيق السلام بين أطرافها المتنازعة اتفاق السلام بين الولايات المتحدة الأميركية و«طالبان».وتأتي رعاية الدوحة لتوقيع الأطراف التشادية انطلاقاً من دورها الإقليمي والدولي الفاعل في توفير الأرضية الأساسية للوساطة، ومنع نشوب وتفاقم النزاعات، وإثبات جديد لنجاعة السبل السلمية في حل النزاعات، ورعاية دولة قطر للمفاوضات هو تأكيد على نهجنا المستمر في دعم جهود الوساطة دوليا وحل النزاعات عبر السبل السلمية.