الوضع في المسجد الأقصى ومدينة القدس دخل مرحلة خطيرة، هذا التعبير قاله المفتي العام للقدس والديار المقدسة، تعليقا على أحدث جرائم الاحتلال- ولا نقول آخرها- ضد أولى القبلتين وثالث الحرمين.
الاعتداء الذي وقع بالأمس، صحيح إنه مجرد حلقة من سلسلة اعتداءات وانتهاكات دنيئة يتعرض لها المسجد الأقصى، على أيدي المستوطنين بحماية شرطة الاحتلال، إلا أن الجديد هذه المرة أن التدنيس يتم للمرة الأولى خلال الأيام العشرة الأواخر من شهر رمضان، منذ أربعة عشر عاما. ما يعني أن الاحتلال الإسرائيلي، يريد إرسال رسالة للعالم العربي والإسلامي، أن له حقا في التواجد في المسجد الأقصى، والعبادة فيه، ضاربا بعرض الحائط القانون الدولي، هذا القانون الذي لم ينصف الفلسطينيين عمليا، ولم يعِد إليهم حقا واقعيا، وبقي بفعل جبروت الاحتلال، مجرد حبر على ورق، شأنه شأن كل القرارات التي صدرت من قبل المنظمات الدولية، لكنها لم تجد طريقا للتنفيذ، لأن هذه المنظمات، أو بالأحرى القوى الكبرى المؤثرة فيها، تغض الطرف، تقصيرا أو تواطؤا، حيال جرائم الاحتلال اليومية، من دون أن نغفل حالة الضعف والوهن الشديدة التي يمر بها العالم العربي والإسلامي، ودورها في تنامي الغطرسة الإسرائيلية.
الأقصى والقدس في خطر شديد.. فهل سيحرك العرب والمسلمون ساكنا؟.. وهل سيتحرك العالم؟ أم سيترك الأمر، كما جرت العادة، للمقدسيين وجميع الفلسطينيين ليواجهوا، عُزْلًا، جبروت الاحتلال المدجج بكل أنواع الاسلحة؟.