غزة- الأناضول- وكالات- استشهد وجرح عشرات الفلسطينيين، أمس، في مجزرة جديدة ارتكبها الجيش الإسرائيلي بقصفه عدة منازل شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، فيما تمنع قواته طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إلى المنطقة المستهدفة.

وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزة: «إن عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين في قصف طائرات حربية إسرائيلية استهدف عدة منازل لعائلات الترتوري وأبو شوقة والبطران شرق مخيم البريج».

وأضاف الدفاع المدني في بيان: «تقديرات بوجود أكثر من 50 شخصا في المنازل التي استهدفها الجيش الإسرائيلي».

وأشار إلى انتشال 4 شهداء بينهم طفلة فيما لا يزال عشرات من الشهداء والجرحى عالقين تحت أنقاض المنازل المدمرة.

وطالب البيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة التنسيق الفوري لدخول طواقم الدفاع المدني للمنطقة وإنقاذ المصابين قبل فوات الأوان.

ونقل مراسل الأناضول عن مسعفين فلسطينيين، أن «طائرات مسيرة إسرائيلية من نوع كواد كابتر وآليات عسكرية شرق البريج تطلق نيران أسلحتها باتجاه طواقم الإسعاف والدفاع المدني التي تقترب من المكان لإجلاء الضحايا».

وذكر شهود عيان لمراسل الأناضول، أن «المشهد كارثي في المنطقة التي قصفها الجيش الإسرائيلي وهناك عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض».

وأضاف الشهود أن «مقاتلات إسرائيلية دمرت 3 مبانٍ سكنية مرتكبة مجزرة كبيرة، والجيش يمنع وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إلى المكان المستهدف ويطلق النار والقنابل الدخانية في المنطقة المحيطة».

وفي السياق؛ واستشهد 9 فلسطينيين وأصيب آخرون، في غارات إسرائيلية استهدفت عدة منازل ودراجة هوائية في أنحاء مختلفة من القطاع، بينما تستمر عمليات نسف المباني والمربعات السكنية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.

وقال مصدر طبي في مستشفى «شهداء الأقصى» لمراسل الأناضول: «إنّ فلسطينيين اثنين قتلا وأصيب عدد بجراح جراء استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية خيمة تأوي نازحين في المخيم السويسري بمنطقة البركة جنوب مدينة دير البلح (وسط)».

كما استشهد 5 فلسطينيين جراء استهداف طائرة مسيرة إسرائيلية تجمع للمواطنين في شارع صلاح الدين بحي الزيتون، وفق مصدر محلي لمراسل الأناضول.

وأفاد جهاز الدفاع المدني بأن فلسطينيًا قتل وأصيب آخرون (لم يحدد عددهم) نتيجة قصف طائرات حربية إسرائيلية منزلا يعود لعائلة «الشوبكي» في شارع الصحابة وسط غزة.

وفي مدينة غزة، نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسفٍ للمباني والمربعات السكنية في حي الزيتون، بحسب مصادر محلية.

وأطلقت الآليات الإسرائيلية قذائف مدفعية والنار بشكل مكثف في المناطق الشمالية الغربية لبلدة بيت لاهيا، شمالي القطاع.

واستنكرت حركة «حماس» المجزرة الجديدة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي أمس، بمخيم البريج وسط قطاع غزة، مستهجنة «الصمت الدولي» إزاء المجازر الإسرائيلية.

وقالت الحركة في بيان: «مجزرة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال الإرهابي، بتنفيذ مقاتلاته الحربية قصفا وحشيا مكثفا على مربّع سكني مكتظ بالأهالي شرق مخيم البريج».

وأضافت أن هذا القصف «أسفر عن تدمير عدد من المنازل على رؤوس ساكنيها، وإيقاع العشرات من الشهداء والمصابين، معظمهم لا زالوا تحت الأنقاض دون القدرة على انتشالهم أو الوصول إليهم، في ظل استمرار القصف المدفعي العشوائي على المنطقة».

واعتبرت حماس «هذه الجرائم البشعة والمتكررة إمعانا من جيش الاحتلال الإرهابي في حرب الإبادة والاستهداف المباشر والمتعمّد للمدنيين العزّل بغزة».

واستنكرت أن يحدث ذلك «وسط صمت دولي مُستهجَن، وحالة شلل كامل للمنظومة الدولية عن أخذ دورها في تفعيل قوانين حماية المدنيين في الحروب، وإلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ قرارات وقف العدوان، ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة على جرائمهم».

وشددت حماس على أن «هذه المجازر المتواصلة بحق شعبنا وأهلنا في غزة، والتي تُرتَكَب بتواطؤ ودعم من الإدارة الأميركية وعواصم غربية؛ لن توهِن من عزيمة وصمود شعبنا الفلسطيني أو تُفلِح في إخضاع مقاومته، أو تُقَرِّب الطغمة الفاشية الصهيونية من تحقيق أهداف عدوانها الوحشي».

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41252 شهيدا، و95497 إصابة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت الوزارة في التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 26 شهيدا، و84 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وأفادت بأنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.