جاءت الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان لتؤكد صحة المخاوف من توسيع رقعة الحرب في المنطقة، وهو ما عكسته كلمات مندوبي الدول الأعضاء خلال جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي في نيويورك، يوم الجمعة، لبحث التطورات الأخيرة في هذا البلد العربي، الذي يواجه عدوانا غير مسبوق، نتيجة تقاعس المجتمع الدولي وعجزه عن النهوض بدوره لجهة لجم إسرائيل ووقف جرائمها، خاصة في قطاع غزة الذي يواجه إبادة لم يشهد العالم لها مثيلا.
لقد أثبتت إسرائيل، من خلال اعتداءاتها، أنها لا تكترث لأرواح المدنيين، وتسعى للوصول إلى أهدافها البغيضة بكل الوسائل، وكان من نتيجة ذلك ما نشهده في غزة والأراضي الفلسطينية، وما نشهده في لبنان أيضا، حيث عبرت كلمات مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن القلق العميق من مغبة التصعيد، بالإضافة إلى مطالبة العديد من الوفود بإجراء تحقيق لمحاسبة المسؤولين عن تفجيرات أجهزة اتصال في لبنان، باعتبارها أفعالا همجية ومروعة، وتشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، ولها عواقب لا يمكن التنبؤ بها على الشرق الأوسط بأكمله، كما قال مندوبا الصين وروسيا الاتحادية.
وسط هذه التطورات أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا تزال تؤمن بأن الحل الدبلوماسي في الشرق الأوسط هو أفضل طريق، ومع أن العالم بأسره يؤمن بضرورة اللجوء إلى الدبلوماسية إلا أن تل أبيب ما زالت تعرقل مثل هذه الجهود، دون أن تواجه أي ضغوط لإجبارها على الانخراط في الجهود الدبلوماسية، وهنا بالتحديد تكمن مسؤولية الولايات المتحدة في ممارسة ضغوط من شأنها وحدها وقف هذا التصعيد الجنوني.