بلغ السيل الزبا.. وبلغ القهر مداه.. ووصل الحزن أساه.. وصعد وجيب القلب إلى منتهاه..

جد يدفن الابن والحفيد.. وحفيد ينعى جده وأباه وجدته وأمه.. والقتلة تعددوا.. وشركاء القتلة تمددوا.. أميركا بعظمتها تقول: نعمل لوقف إطلاق النار في غزة..! وكلما جاء مسؤول أميركي في زيارة تصعد إسرائيل جرائمها.. كأن المسؤول أعطى الضوء الأخضر في إبادة المدنيين العزل الذين تطاردهم إسرائيل بالقنابل من حارة إلى حارة ومن شرق لغرب وشمال وجنوب وهكذا، ولا تفرق بين طفل وشيخ وامرأة..

حرب إباده مستمرة كأن إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة، كما يقول إسحق بريك مفوض شكاوى جنود العدو إن «قرار رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو هو مواصلة القتال في غزة، وإذا استمرت حرب الاستنزاف هذه لعام آخر فهناك أرجحية عالية في انهيار إسرائيل في كل المجالات».

حادثة تفجير البيجرات عزّزت اليقين باستمرار حرب الاستنزاف، هذه مع خطر حقيقي من حرب إقليمية متعدّدة الساحات يمكن أن تشارك فيها إيران أيضًا- وهي عملية من شأنها تسريع تدهور إسرائيل.

بريك وجّه انتقادات لنتانياهو مجدّدًا، فقال: جلستُ معه ست مرات، نتانياهو اليوم لا يعمل وفق منطق، بل برغبة في البقاء بأيّ ثمن. إنه يواصل حربًا ليس بمقدور «إسرائيل» الانتصار فيها على العالم العربي.

كان ينبغي عليه أن يتخذ قرارًا بوقف القتال العقيم الذي نخسر فيه ضد حماس وألّا يقرر القتال ضد العالم العربي بأكمله.. «إسرائيل» ليست قادرة على الصمود لفترة طويلة من دون العالم الغربي الذي يبتعد عنّا..

والغرب للأسف لا يبالي بصرخات أهل غزة.