+ A
A -

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مكتب «الجزيرة» برام الله وأمرت بإغلاقه «45» يوما بموجب أمر عسكري، ثم قامت بمصادرة كافة الأجهزة والوثائق في المكتب ومنعت العاملين فيه من استخدام سياراتهم وأوقفت بث القناة، في ذروة تصعيد غير مسبوق طال قطاع غزة والأراضي اللبنانية خاصة، ما دفع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، إلى التحذير من أن المنطقة تقترب من «كارثة وشيكة»، مشددة على أن الحل العسكري لن يفيد أي طرف.

إسرائيل تدفع الأمور مع لبنان إلى حافة «الانفجار الكبير» عبر تصعيد غاراتها الجوية غير المسبوقة، الأمر الذي يدفع «حزب الله» إلى الرد عبر استهداف مناطق إسرائيلية جديدة، وإن بدا واضحا أنه ما زال على التزامه بقصف أهداف عسكرية فحسب، على العكس مما يفعله الإسرائيليون عبر استهداف مدنيين ومناطق مدنية في لبنان، وهو جنون مطبق هدفه افتعال حرب جديدة وكأن ما يفعله الاحتلال في غزة لم يكن كافيا لإرضاء نزعة القتل والتدمير التي تحكمه.

إغلاق مكتب «الجزيرة» في رام الله يدخل في إطار كل هذه التطورات، عبر استهداف صوت الحقيقة على أمل إخفائه، وقبل ذلك رأينا كيف استهدف الاحتلال في غزة والأراضي الفلسطينية مراسلي وأطقم «الجزيرة»، عبر عمليات اغتيال كانت محل تنديد من العالم بأسره، لكن تل أبيب لم تعبأ بكل ما قيل، طالما استمر المجتمع الدولي على تقاعسه، وطالما استمر يعبر عن قلقه دون أن يرقى ذلك إلى إجراءات فعالة تبدأ بقطع السلاح عن إسرائيل وصولا لإجبارها على وقف عدوانها بكل السبل المتاحة.

copy short url   نسخ
23/09/2024
55