+ A
A -
كان وصَّالاً للأرحام، يزور بناته، ويُلاعب أحفاده، ويُلاطف أصهاره، ويُكرم أنسباءه، وجاء مرةً لزيارة فاطمة ابنته وقطعة قلبه ألفُضلى، فلم يجد علياً في البيت، فسأل عنه، فأخبرتْه أنه قد حدث بينهما خلاف فخرجَ من البيت! فتركها ومضى، وطلب من رجل أن يبحث له عن علي، فعادَ إليه وأخبره أنه نائم في المسجد، فذهب إليه، فإذا هو نائم واضع خده على الأرض وعليه بعض التراب، فقال له: قُمْ أبا تُراب! وجعلَ يمسحُ بيده الشريفة التراب عن وجه علي!
لم يسأل فاطمة عن الخلاف الذي وقع بينها وبين زوجها، ولم يطلب منها أن تُخبره بما قالت له ولا ما قال لها، أراد أن يُعلِّمنا أن البيوت أسرار، وأنّ تدخُّل الأهل في كل صغيرة وكبيرة في حياة الزوجين يُفاقم المشاكل، فلا تُحاولوا كشف ما ستره الله، دعوا الأزواج تتخاصم وتتصالح!
الخلافات الزوجية تقع في كل البيوت وهذا شيء طبيعي وعادي جداً، هذه فاطمة سيدة نساء العالمين، وهذا علي خليفتنا الراشد، ومع هذا وقع بينهما خلاف فما بالك بنا نحن الذين دونهم، فانظروا إلى المشاكل على أنها جزء من الحياة، تقع وعلينا أن نحلها ونتعلم دروساً منها، لا أن نفرط عُرى الأُسرة، ونُشرد الأولاد، ونصبح علكةً في كل فم!
وانظُرْ إلى حكمة النبي صلى الله عليه وسلم، يذهبُ إلى علي ويترفَّق به ويسترضيه، ولا يُعاتبه عما حدث بينه وبين ابنته، حتى أنه لم يسأل ما الذي حدث، وهذا درس بليغ للأهل في ألا يتحزَّبوا لأولادهم عندما تقع الخلافات الزوجية، ولا يصبُّوا الزيت على النار، على العكس يجب ألا ينسى أهل الزوج معروف كِنتهم السابق وماضيها ومواقفها النبيلة معهم، ويجب على أهل الزوجة ألا يجعلوا من زوج ابنتهم شيطاناً رجيماً لمجرد خلاف وقع بينه وبينها!
ويُعلِّمنا عليُّ درساً هاماً أيضاً في أدب الخلاف، ومشاكل البيوت، لقد خرجَ من البيت تاركاً فاطمة لتهدأ، نحن في غضبنا نقول أشياء مُؤذية، ونسمع من الآخر أشياء تُحزننا، فالأفضل إذا وقع الخلاف ألا نقف كالديوك المُتصارعة قبالة بعضنا البعض، هذا يسمع ويرد، وذاك يسمع ويرد!
ويُعلِّمنا عليُ درساً آخر أيضاً، لقد خرج هو من البيت ولم يطرد زوجته منه كما يفعل كثير من الأزواج اليوم جاهلين أن خروج الزوجة من البيت يُفاقم المشاكل، وهو أمرٌ جارحٌ لها ولأهلها، ناهيك عمَّا فيه من فضح الأُسرة ونشر غسيلها أمام الرائح والغادي! فإذا وقع بينكما خلاف واحتدم اتركها في البيت واخرج، وعُدْ في المساء، أو نَمْ في بيت صديق لك أو في فندق وهي حتماً ستهدأ ويعز عليها غيابك، وتُقدِّر لك أنك تركتها في بيتها مُعزَّزة مُكرَّمة!بقلم: أدهم شرقاوي
لم يسأل فاطمة عن الخلاف الذي وقع بينها وبين زوجها، ولم يطلب منها أن تُخبره بما قالت له ولا ما قال لها، أراد أن يُعلِّمنا أن البيوت أسرار، وأنّ تدخُّل الأهل في كل صغيرة وكبيرة في حياة الزوجين يُفاقم المشاكل، فلا تُحاولوا كشف ما ستره الله، دعوا الأزواج تتخاصم وتتصالح!
الخلافات الزوجية تقع في كل البيوت وهذا شيء طبيعي وعادي جداً، هذه فاطمة سيدة نساء العالمين، وهذا علي خليفتنا الراشد، ومع هذا وقع بينهما خلاف فما بالك بنا نحن الذين دونهم، فانظروا إلى المشاكل على أنها جزء من الحياة، تقع وعلينا أن نحلها ونتعلم دروساً منها، لا أن نفرط عُرى الأُسرة، ونُشرد الأولاد، ونصبح علكةً في كل فم!
وانظُرْ إلى حكمة النبي صلى الله عليه وسلم، يذهبُ إلى علي ويترفَّق به ويسترضيه، ولا يُعاتبه عما حدث بينه وبين ابنته، حتى أنه لم يسأل ما الذي حدث، وهذا درس بليغ للأهل في ألا يتحزَّبوا لأولادهم عندما تقع الخلافات الزوجية، ولا يصبُّوا الزيت على النار، على العكس يجب ألا ينسى أهل الزوج معروف كِنتهم السابق وماضيها ومواقفها النبيلة معهم، ويجب على أهل الزوجة ألا يجعلوا من زوج ابنتهم شيطاناً رجيماً لمجرد خلاف وقع بينه وبينها!
ويُعلِّمنا عليُّ درساً هاماً أيضاً في أدب الخلاف، ومشاكل البيوت، لقد خرجَ من البيت تاركاً فاطمة لتهدأ، نحن في غضبنا نقول أشياء مُؤذية، ونسمع من الآخر أشياء تُحزننا، فالأفضل إذا وقع الخلاف ألا نقف كالديوك المُتصارعة قبالة بعضنا البعض، هذا يسمع ويرد، وذاك يسمع ويرد!
ويُعلِّمنا عليُ درساً آخر أيضاً، لقد خرج هو من البيت ولم يطرد زوجته منه كما يفعل كثير من الأزواج اليوم جاهلين أن خروج الزوجة من البيت يُفاقم المشاكل، وهو أمرٌ جارحٌ لها ولأهلها، ناهيك عمَّا فيه من فضح الأُسرة ونشر غسيلها أمام الرائح والغادي! فإذا وقع بينكما خلاف واحتدم اتركها في البيت واخرج، وعُدْ في المساء، أو نَمْ في بيت صديق لك أو في فندق وهي حتماً ستهدأ ويعز عليها غيابك، وتُقدِّر لك أنك تركتها في بيتها مُعزَّزة مُكرَّمة!بقلم: أدهم شرقاوي