+ A
A -
خالد حمادة كاتب لبناني

سقوط أكثر من 500 قتيل وأكثر من ألف جريح كانت حصيلة الضربات الجوية التي شنَّها العدو الإسرائيلي على الجنوب والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية، ليرتفع عدد الإصابات في أقل من أسبوع إلى ما يقارب 5000 إصابة، فهل دخلت الحرب الإسرائيلية على لبنان نقطة اللاعودة؟

يستمد هذا التساؤل موضوعيته من التطورات الميدانية التي أعقبت زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتين إلى تل أبيب والتي بدأت بتفجير شبكة اتصال حزب الله وتحييد أكثر من ألفين من كوادره ومقاتليه، وتنفيذ هجمات غير مسبوقة على المئات من منصات إطلاق الصواريخ بهدف تدمير قدراته النارية. لكن الحدث الأكثر إثارة كان في اغتيال قادة من الصف الأول في مقدّمتهم قائد كتيبة الرضوان إبراهيم عقيل في أول هجوم على مجمع سكني في الضاحية الجنوبية، تلاه هجوم آخر استهدف علي كركي بعد أقل من 24 ساعة على تسلمه قيادة الرضوان؟

تشكّل هذه الاعتداءات المتتالية سلسلة مترابطة من العمليات المنسّقة التي تتجاوز مفاعيلها رد الفعل على هجمات ينفذها حزب الله على مواقع عسكرية للعدو، أو استخدام القوة لدفع حزب الله للعودة عن قراره بربط وقف هجماته بالتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

أمام هذا الإمعان الإسرائيلي في تدمير لبنان وفرض التهجير على مئات الآلاف من اللبنانيين وانسداد الأفق الدبلوماسي، وفيما يفترض الموقف التحلي بالمسؤولية الوطنية وتأجيل إلقاء التبعات على من أوصل لبنان إلى ما وصل إليه، تقتضي الشجاعة الأدبية من حزب الله أن يصارح اللبنانيين الذين يتحملون اليوم مخاطر خياراته بالمسوّغات التي أدت إلى اتخاذ القرار بمساندة غزة، وبجدوى عدم التراجع عن هذا الخيار.اللواء اللبنانية

copy short url   نسخ
25/09/2024
10