+ A
A -
جريدة الوطن

الدوحة- قنا- أثار العدوان الإسرائيلي على لبنان موجة استنكار وردود فعل عربية وعالمية واسعة، وتحذيرات من اندلاع حرب إقليمية شاملة، واحتمال انزلاق المنطقة نحو حريقٍ كارثي مدمر، خاصة بعد القصف الوحشي الإسرائيلي الذي تعرضت له الأراضي اللبنانية أمس وأول أمس، وأدى إلى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.

فمن جانبها، أدانت دولة قطر هذا العدوان بأشد العبارات، وحذرت في الوقت ذاته من اتساع دائرة العنف في المنطقة وانزلاقها إلى حرب إقليمية شاملة، في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن استمرار التصعيد يعود بالدرجة الأولى إلى غياب أي رادع لتصرفات إسرائيل، واستمرار خرقها المتكرّر للقانون الدولي وإفلاتها المستمر من المحاسبة، كما حذرت من أن هذا الواقع يزيد من حدة الأزمات ويضع المنطقة على حافة الهاوية، ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته من خلال التحرك العاجل لإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانها الغاشم على لبنان وقطاع غزة.

وبدورها، أكدت المملكة العربية السعودية على أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته بما يتوافق مع القانون الدولي، وقالت إنها تتابع بقلقٍ بالغ تطورات الأحداث الأمنية الجارية في الأراضي اللبنانية، وتجدد تحذيرها من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة، والانعكاسات الخطيرة للتصعيد على أمن المنطقة واستقرارها.

كما أعرب السيد جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن دعم مجلس التعاون الثابت لسيادة لبنان وسلامة أراضيه وأمنه واستقراره. وقال في بيان: إن الانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي اللبنانية تمثل تهديدا خطيرا قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع في المنطقة، مشددا على ضرورة تعزيز كافة الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

كما حذر مجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، من تداعيات شن عدوان إسرائيلي واسع على لبنان في ضوء التطورات الأخيرة، بما قد يدفع إلى اشتعال حرب إقليمية شاملة، ويهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وفي الشأن ذاته، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني «وقوف بلاده مع لبنان وأمنه وسيادته وسلامة مواطنيه في مواجهة الحرب الإسرائيلية عليه».

من جهتها، طالبت وزارة الخارجية المصرية القوى الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي في لبنان. وقالت مصر إنها تواصل «جهودها لوقف إطلاق النار في غزة، واحتواء المخاطر التي نتجت عن الحرب هناك».

وفي بغداد أعلن فؤاد حسين، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي، تقديم العراق مقترحا لعقد قمة عربية وإسلامية طارئة حول لبنان، تهدف إلى توحيد الجهود من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، وأكد على «أهمية التحرك العاجل والعمل الجماعي لحماية الشعب اللبناني والدفاع عن حقوقه المشروعة وفق القوانين الدولية».

وفي واشنطن، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن العمل على خفض التصعيد في لبنان، و«خفض التصعيد بطريقة تسمح للناس بالعودة إلى ديارهم بأمان».

كما قال البيت الأبيض: إن إيجاد حل للصراع على جانبي الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل بسرعة ومن خلال السبل الدبلوماسية يصب في مصلحة جميع الأطراف.

وبدورها، حذرت وزارة الخارجية التركية من أن هجمات إسرائيل على لبنان تعد مرحلة جديدة في محاولاتها لجر المنطقة بأسرها إلى الفوضى... مشددة على «ضرورة اتخاذ المؤسسات المسؤولة عن حفظ السلم والأمن الدوليين، خاصة مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي، الإجراءات اللازمة دون تأخير».

وفي إطار ردود الفعل أيضا، أعلن وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان-نويل بارو أن بلاده طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في لبنان، وقال الوزير: إن «فرنسا تدعو الأطراف وأولئك الذين يدعمونهم إلى وقف التصعيد وتجنب اندلاع حريق إقليمي سيكون مدمرا للجميع، بدءا بالسكان المدنيين».

من جهتها، نددت الصين بما وصفته «هجمات عشوائية» استهدفت المدنيين في لبنان، وعبرت على لسان وزير خارجيتها وانغ يي عن دعمها للبنان بقوة في حماية أمنه وسيادته، حيث قال إن بلاده «تدين بشدة أي انتهاك للمعايير الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية».

ومن نيويورك، اتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل بالسعي إلى توسيع النزاع، وهو أمر قال إنه «لن يكون في مصلحة أحد».. مشددا على أن الحل لأمن واستقرار المنطقة يتمثل بوقف إسرائيل جرائمها في غزة ولبنان وبقية الدول.

كما نبَّه وزراء خارجية مجموعة الدول السبع من أن التحركات والتحركات المضادة التي يشهدها الشرق الأوسط قد تؤدي إلى جر المنطقة إلى صراع أوسع نطاقا لن تستفيد منه أي دولة.

فيما قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إن النزاع المستعر على الحدود اللبنانية يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمته في «حرب شاملة». ووصف الموقف بأنه خطير ومقلق للغاية، موضحا أن المدنيين يدفعون ثمنا باهظا، وأن هناك ضرورة لبذل كل الجهود الدبلوماسية للحيلولة دون اندلاع حرب شاملة.

copy short url   نسخ
25/09/2024
10