القدس- قنا- الأناضول- أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، قراره استدعاء لواءي احتياط إلى الحدود مع لبنان، بعد وقت قصير من إعلان قائد المنطقة الشمالية أورين غوردين وجوب «حالة استعداد قوية للدخول في مناورة برية»، ما يؤشر لنذر اجتياح بري وشيك لجنوب لبنان. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «بناء على تقييم الوضع في الجيش تقرر استدعاء لواءين من قوات الاحتياط لمهام عملياتية على الجبهة الشمالية». وادعى أن «استدعاء اللواءين سيسمح بمواصلة الجهود القتالية ضد منظمة حزب الله، وحماية مواطني دولة إسرائيل، وخلق الظروف لإعادة سكان (مستوطنات) الشمال بأمان إلى منازلهم». وعادة ما يسبق استدعاء قوات الاحتياط القيام بعمليات برية، وهو ما تزداد المخاوف الإقليمية والدولية من حدوثه مع تواصل التصعيد الإسرائيلي الأعنف على لبنان منذ أكتوبر/‏ تشرين الأول الماضي، وفق تقارير ترجح إقدام إسرائيل على خطوة كهذه.

وقبل الإعلان عن استدعاء اللواءين قال غوردين، بحسب بيان وزعه الجيش: «يجب علينا تغيير الوضع الأمني وعلينا أن نكون في حالة استعداد قوية للدخول في المناورة البرية».

من جهة ثانية، قال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه «استكمل مهاجمة نحو 60 هدفا لركن الاستخبارات في حزب الله».

وأضاف: «أغارت طائرات حربية للجيش بتوجيه من هيئة الاستخبارات على نحو 60 هدفا لركن الاستخبارات في حزب الله»، وفق تعبيره.

وزعم الجيش الإسرائيلي أنه «خلال الغارات تم تدمير وسائل جمع معلومات ومقرات قيادة وبنى إضافية يستخدمها العدو لبلورة صورة الاستخبارات».

وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي، إن قواته العسكرية لا تتوقف في مهاجمة أهداف في لبنان وأنها تستعد لشن حرب برية ضده.

وفي بيان للجيش، الأربعاء، أفاد هرتسي هاليفي، أن «القوات العسكرية لا تتوقف والطائرات الحربية تهاجم على مدار اليوم (في لبنان)، وتستعد للحرب البرية».

وجاءت تصريحات هاليفي خلال تفقده للواء 7 على الحدود الشمالية، برفقة قائد المنطقة الشمالية وقائد الفرقة 98 وقائد مركز التدريبات البرية وقائد اللواء 7 بالجيش الإسرائيلي.

وقال رئيس الأركان: «أنتم تسمعون أزيز الطائرات التي تحوم فوقنا، نهاجم طيلة النهار من أجل تمهيد الساحة لاحتمال دخولكم بريا ومواصلة استهداف «حزب الله» على حد سواء. لقد وسّع حزب الله اليوم دائرة نيرانه، ما يحتاج إلى رد قوي».

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مهاجمة «280 هدفا» قال إنها تابعة لـ «حزب الله» في لبنان منذ بداية يوم أمس.

وقال الجيش في بيان: «أغارت طائرات حربية خلال اليوم (أمس) على نحو 280 هدفا تابعا لحزب الله على أرض لبنان».

وادعى أن من بين الأهداف «المنصات التي نُفذت من خلالها عمليات الإطلاق (الصاروخي) باتجاه صفد ونهاريا والأغوار (شمال إسرائيل)».

وتابع: «كما استهدفت (الغارات) مسلحين ومستودعات أسلحة ومنصات جاهزة للإطلاق وبنى تحتية عسكرية في النبطية ومناطق أخرى جنوب لبنان». ولفت أنه «يستمر في شن مزيد من الغارات». ولم يصدر تعقيب فوري من جانب حزب الله بشأن ادعاء الجيش. ويواصل «حزب الله» إطلاق الصواريخ باتجاه أهداف في شمال إسرائيل؛ مما تسبب في انطلاق صفارات الإنذار في عشرات المستوطنات.

وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أمس، أن الحصيلة العدوان الإسرائيلي على لبنان أمس بلغت 51 شهيدا و223 جريحا. وقال الأبيض في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة بيروت، إن «الهجوم الإسرائيلي على قرى لبنانية أدى لسقوط 51 شهيدا و223 جريحا».

وأوضح الأبيض في رد على سؤال لمراسل الأناضول، أن العدوان الإسرائيلي على لبنان خلف «مئات آلاف النازحين منهم 40 ألفا في مراكز الإيواء في مختلف المناطق اللبنانية»، مشيرا إلى أن «الأرقام الدقيقة عن عدد النازحين ستذكرها وزارة الداخلية بوقت لاحق (لم يحدده)».

وارتفع عدد قتلى «حزب الله» اللبناني، أمس، إلى 4 بعد مقتل اثنين من عناصره بمواجهات مع إسرائيل، ما يرفع إجمالي قتلاه منذ 8 أكتوبر/‏ تشرين الأول الماضي إلى 508.

ونعى «حزب الله» في بيانين اطلعت عليهما الأناضول «علي حسن حمود (أبا ذر) مواليد عام 1990 من بلدة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت وسكان بلدة النبي شيت في البقاع، وعباس إبراهيم شرف الدين (السيد جمال) مواليد عام 1977 من بلدة كفر تبنيت في جنوب لبنان.

وفي وقت سابق أمس، نعى الحزب أيضا «حسين أحمد عوالي (ميثم) مواليد عام 1974 من بلدة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومحمد حسين علي الرباح (عمار) مواليد عام 1990 من بلدة تمنين الفوقا في البقاع (شرق)».

وتابع أنهما «استشهدا على طريق القدس»، من دون تفاصيل إضافية. وبمقتلهم ترتفع حصيلة قتلى «حزب الله» جراء المواجهات مع إسرائيل إلى 508 عناصر منذ 8 أكتوبر الماضي، وفق رصد الأناضول.