مثل المكنسة الكهربائية التي تلتهم ما يقابلها يبدو الثقب الأسود، الذي يلتهم الغاز والمواد الأخرى في المجرات، ولكن بينما يقوم بذلك تهرب بعض الطاقة في شكل نفاثات تكون قوية وواسعة، لدرجة أنها تمتد إلى ما هو أبعد من المجرة نفسها، وتصل إلى الفضاء بين المجرات.
وخلال دراسة نشرتها دورية «علم الفلك والفيزياء الفلكية» اكتشف فريق دولي من علماء الفلك، أكبر نفاثات ثقب أسود تم رصدها على الإطلاق، حيث امتدت لمسافة 23 مليون سنة ضوئية، وهو ما يعادل طول 140 مجرة درب التبانة مصطفة من طرف إلى طرف، وأطلقت تريليونات المرات من الطاقة أكثر مما تنتجه شمسنا كل ثانية.
ووجد الباحثون أن هذه النفاثات انفجرت من ثقب أسود فائق الكتلة في مركز مجرة تقع على بعد 7.5 مليار سنة ضوئية منا، مما يعني أننا نراها كما كانت عندما كان الكون يبلغ نصف عمره الحالي تقريبا.
وأُطلق الباحثون على هذه النفاثات اسم «بورفيريون»، نسبة إلى عملاق من الأساطير اليونانية، مما يؤكد حجمها الهائل.
ويقول مارتن هاردكاسل، عضو الفريق من جامعة هيرتفوردشاير البريطانية «هذه النفاثات ليست الأكبر التي رأيناها على الإطلاق فحسب، بل إنها أيضا قوية بشكل لا يصدق، إنها تُظهر لنا كيف يمكن للثقوب السوداء أن تؤثر على الكون على نطاق واسع».