حوّل الجيش الإسرائيلي الجبهة مع لبنان إلى الساحة الرئيسية في المواجهة، ولم يعد ثقله العسكري فعليا موجودا في جبهة قطاع غزة، خاصة في ظل الحديث عن إمكانية الانزلاق نحو حرب واسعة، مع توقعات بفشل مساعي الوسطاء لتجنب التصعيد نظرا لتمسك كل طرف بمواقفه.
لقد استدعى الجيش الإسرائيلي لواءي احتياط إلى الجبهة الشمالية وسط تهديدات بشن هجوم بري، يدرك قبل غيره أن ثمنه سيفوق قدرته على التحمل، لذلك فمن المرجح أن هذه الدعوات هي من باب التهديد ليس إلا، والمرجح أن يبقى معتمدا على الهجمات الجوية دون أي تفريق بين أهداف مدنية أو عسكرية، ومع ذلك فإن استدعاء الاحتياط معناه العسكري أن هناك إصرارا واضحا من المستوى السياسي، وبتوافق مع المستوى العسكري، على ضرورة تنفيذ خطة الحزام الأمني على الحدود مع لبنان، والذي يهدف إلى إرجاع قوات حزب الله خلف نهر الليطاني، وخلق واقع سياسي وأمني جديد هناك.
مثل هذه العملية ستكون مكلفة للغاية، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يدرك قبل غيره أنها ستكون محفوفة بمخاطر كبرى، لكن ما رأيناه حتى الآن يشير إلى أن نتانياهو يمكن أن يمضي بعيدا مهما كان الثمن، لذلك تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة ودول أخرى، بعد الحديث عن مبادرة تدعو إلى وقف إطلاق النار لفترة محددة، يمكن من خلالها تجنب صراع أوسع بين الطرفين قد يتحول إلى حرب إقليمية مدمرة، وهذا الأمر ممكن فيما لو مارست الولايات المتحدة ضغوطا حقيقية على تل أبيب تلزمها من خلالها بقبول وقف إطلاق النار بشكل سريع.