+ A
A -
بهاء رحال كاتب فلسطيني

المتابع لمشهد الحرب بين حزب الله والكيان يعلم أن حزب الله يحافظ على قواعد الاشتباك القديمة، وحتى اليوم لم يغيرها أو يستبدلها بما توعد فيه، رغم أن إسرائيل كسرت قواعدها وتجاوزتها، ومضت في تنفيذ عملياتها سواء الاستخبارية أو بالقصف بالبارود وحمم النار لمناطق عديدة داخل العمق اللبناني، وعمليات القصف تلك أودت بحياة المئات وآلاف الجرحى والمصابين، وقد واصل نتانياهو وحكومته إطلاق تهديداته ووعيده وشروطه بعودة عناصر الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، كشرط لوقف الحرب والدخول في مفاوضات بين الجانبين، وهو بذلك يحقق رغبته في فصل جبهات المشاغلة التي عملت منذ السابع من أكتوبر، وهذا يعني أن أي اتفاق سيكون بمعزل عن غزة، وهذا ما يسعى إليه نتانياهو وحكومته.

خلال الأسبوع الماضي بات من الواضح أن إسرائيل كسرت قواعد الاشتباك المعروفة في السنة الأخيرة، وقد أمعنت بضرباتها الجوية، وأرادت من ذلك الضغط على حزب الله من خلال الضغط على الحاضنة الشعبية له، حيث أغلب الضحايا من المدنيين، الأمر الذي دفعهم للنزوح إلى أماكن أخرى نحو بيروت العاصمة، أو إلى مناطق في شمال لبنان بعيدًا عن الجنوب الذي أسقط عليه الاحتلال أطنانًا من المتفجرات والصواريخ.

ولأن نتانياهو اعتاد على سياسة الهروب بالحرب إلى الأمام، فإنه يوسع دوائر القصف في محاولة منه على إبراز صورته كمنتصر ومخلص للكيان.

قادة الكيان يتهددون ويتوعدون بالمزيد، وأنهم لن يوقفوا حربهم التي بدأت على لبنان وفي خططهم الاجتياح برًا، بينما حزب الله لا يزال ينفذ هجمات محدودة لم تختلف ولو أن مدى الهجمات اتسع، إلا أنه يحافظ على الوتيرة المعروفة، وهنا يبرز السؤال حول رد حزب الله الذي لم يرتق لمستوى الهجمات التي ضربته وأصابت أركانه؟ فهل الأمر له علاقة بحسابات أخرى داخلية وإقليمية؟ أم أن قوة الحزب ضعفت إلى الحد الذي لا تقدر فيه على تنفيذ هجمات مماثلة لما ينفذه الكيان؟ المسألة هنا مشروطة بحسابات داخلية متعلقة بالوضع اللبناني، والتحالفات التي يقيمها الحزب وحجم الخسارات التي أصابته جراء عمليات الاستهداف، والاغتيالات المتكررة في صفوف قادته، كما أنها محسوبة ضمن مواقف الإقليم، والمشاورات التي تجرى خاصة هذه الأيام حيث تنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين.

copy short url   نسخ
27/09/2024
5