شارك سعادة السيد محمد بن علي المناعي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في الجلسة الوزارية رفيعة المستوى لمبادرة «الرقمنة من أجل التنمية المستدامة»، الذي أقيم على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويهدف الحدث إلى تعزيز التحول الرقمي في جميع أنحاء الدول العربية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشمول الرقمي.

وخلال كلمة ألقاها خلال الجلسة، أكد سعادة الوزير التزام دولة قطر في بناء مستقبل أكثر شمولاً واستدامة ومرونة. وأضاف قائلاً: «بينما نجتمع اليوم لاستكشاف دور التكنولوجيا الرقمية في دعم التنمية المستدامة في العالم العربي، تبرز دولة قطر كدولة تدرك الإمكانات الكبيرة للتحول الرقمي في صياغة مستقبلنا».

كما أعلن سعادة الوزير خلال كلمته عن شراكة استراتيجية جديدة بين شركة أريدُ وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تهدف إلى تطوير سياسات رقمية تدعم التنمية المستدامة وتعزز البنية التحتية الرقمية العامة. وستركز هذه الشراكة على تبادل المعرفة، وتطوير السياسات، وتشجيع الابتكار والشمول الرقمي.

وشدّد سعادته على أهمية التعاون الجماعي العربي في تعزيز البنية التحتية الرقمية المتقدمة ودورها في دفع النمو الاقتصادي العربي، وتعزيز الاستدامة. وذكر قائلاً: «من خلال الاستثمار في البنية التحتية الرقمية والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، نفتح آفاقاً جديدة للنمو الاقتصادي للمنطقة العربية، وتحسين الخدمات العامة، ودعم الاستدامة في جميع أنحاء المنطقة».

كما أشار سعادته إلى أن الأجندة الرقمية 2030 هي جزء من استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة ورؤية قطر الوطنية 2030، وأنها تشكل القوة المحركة لجهود الدولة في تحقيق الشمول الرقمي والاستدامة والابتكار. وأكد على الدور المحوري لبرنامج «اتصالات أفضل» الذي ساهم في تمكين أكثر من 250 ألف عامل مهاجر من اكتساب المهارات الرقمية، ما يعكس التزام الدولة بسد الفجوة الرقمية وضمان استفادة كافة فئات المجتمع من ثمار التحول الرقمي. وفي ختام كلمته، أكد سعادة الوزير المناعي على أهمية التعاون الدولي والعربي لدفع عجلة التحول الرقمي من أجل تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة العربية، لبناء مستقبل أكثر شمولاً ورخاء.

وتجمع مبادرة «الرقمنة من أجل التنمية المستدامة» نخبة من قادة الحكومة والصناعة والمجتمع المدني لمناقشة الحلول الرقمية المبتكرة التي يمكن أن تسهم في تسريع التقدم الرقمي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول العربية، فضلاً عن مناقشة الاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية الرقمية والسياسات والشراكات لدفع التحول الرقمي المستدام في جميع أنحاء المنطقة العربية.

وفى سياق موازٍ أجرى سعادة السيد محمد بن علي المناعي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مناقشات رئيسية مع قادة التكنولوجيا العالميين على هامش الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وركزت الاجتماعات على تعزيز التعاون ودفع التحول الرقمي وبناء شراكات استراتيجية تتماشى مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 والأجندة الرقمية 2030.

حيث التقى سعادة الوزير في اليوم الرابع لاجتماعات الجمعية العمومية مع السيد براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت العالمية. تركزت المناقشات الرئيسية على أساليب تعزيز البنية التحتية للحوسبة السحابية في قطر، وتبني الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحوسبة السحابية المتقدمة. كما استكشف الجانبان فرص تطوير الشراكات الحالية وتعزيز فرص التعاون بين دولة قطر وشركة مايكروسوفت العالمية.

كما التقى سعادته أيضاً بالسيد محمد كاندي، الرئيس العالمي لشركة برايس ووتر هاوس كوبرز (PwC) الدولية، حيث جرى خلال اللقاء مناقشة فرص التعاون في مجالات تكامل الأنظمة والخدمات المهنية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي. وتناول الاجتماع الدور الحيوي للذكاء الاصطناعي في مواجهة تحديات التحول الرقمي، وتم التأكيد على أهمية دمج التقنيات المتقدمة لتبسيط العمليات وزيادة الكفاءة.

وفي السياق ذاته، التقى سعادة الوزير بالسيد أرفيند كريشنا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «آي بي إم» (IBM). وناقش الجانبان مواضيع حيوية شملت حلول الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية في القطاع الحكومي، والشمول الرقمي. هذا إضافة إلى استعراض تعزيز سُبل التعاون المحتملة.

كما التقى سعادة الوزير أيضاً السيدة جولي سويت الرئيس والمدير التنفيذي لشركة أكسنتشر العالمية، وتطرق اللقاء إلى مناقشة آخر المستجدات في مشروع المصنع الرقمي التي تتولى شركة أكسنتشر تنفيذه من الناحية التقنية. كما وتطرق اللقاء إلى تنفيذ أفضل الحلول الرقمية ضمن المشروع وذلك لتحسين تجربة المستخدم وجودة الخدمات الحكومية المقدمة.

وفي لقاء آخر، اجتمع سعادة الوزير مع السيد جو أوكوزوغلو، الرئيس التنفيذي لشركة ديلويت. وتمحورت المناقشات حول تكامل الأنظمة والخدمات المهنية التي تركز على الذكاء الاصطناعي. وركز الحديث على دور خدمات الاستشارات في دعم إدارة المخاطر التي يقودها الذكاء الاصطناعي، واستمرارية الأعمال، والتخطيط للمرونة، وخاصة في الاستجابة للتحديات والاضطرابات العالمية المتزايدة.

وتأتي هذه الاجتماعات في إطار سعي وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص في دفع عجلة الابتكار وتعزيز البنية التحتية الرقمية، وهي مكونات رئيسية في تحقيق أهداف التنمية الوطنية الموضحة في رؤية قطر الوطنية 2030 والأجندة الرقمية 2030. كما تعزز هذه المناقشات التزام الوزارة بتبني وتطوير الحلول التكنولوجية المتقدمة لتعزيز الاستدامة والابتكار والقدرة التنافسية العالمية عبر القطاعات.