قال سعادة السيد سعد بن علي الخرجي، رئيس قطر للسياحة ورئيس مجلس إدارة Visit Qatar: «بينما نحتفل بيوم السياحة العالمي 2024 تحت شعار «السياحة والسلام»، فإننا ندرك أن السياحة تتجاوز كونها مجرد وسيلة للاستكشاف والترفيه، وأنها أداة فعَّالة لتعميق الفهم والتعارف بين الأمم والتعايش بين الثقافات.

وفي ظل القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لطالما أدركت دولة قطر مدى الأهمية الكبيرة لصناعة السياحة باعتبارها أحد الروافد الحيوية لدعم النمو الاقتصادي المستدام. ولا شك أن إطلاق استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030 في مطلع العام الجاري، والتي تُعد المرحلة الثالثة على طريق تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، كان تأكيداً لهذه الأهمية حيث حدَّدت قطاع السياحة باعتباره قطاعاً رئيسياً ضمن تجمعات التنويع الاقتصادي المنوط بها المساهمة في تحقيق النمو المستدام ودعم مسيرة تنويع الاقتصاد القطري.

ومن خلال دعمه مسيرة النمو الاقتصادي وخلق فرص التوظيف الجديدة، يمهد القطاع السياحي في قطر الطريق نحو النمو والازدهار، ويوفر المزيد من الفرص لتعزيز التفاعل الثقافي والتفاهم بين الأمم والشعوب. ونحن حينما نُعلي من شأن وقيمة تراثنا الثقافي والطبيعي ونحافظ عليه، فإننا لا نعزز التجارب السياحية لزوار قطر فحسب، بل ندعم أيضاً روح الانتماء والفخر في أوساط المجتمع القطري».

وتابع سعادته قائلا: «إننا في قطر للسياحة، نعمل دون كلل على تعزيز مكانة قطر كوجهة مثالية للسياحة العائلية، تشتهر بتحقيق أعلى معايير التميز في كل ما تقدمه من عروض، وذلك في إطار سعينا الدائم لدعم مسيرة النمو عبر القطاع. وتتمثل استراتيجيتنا لتحقيق تلك المهمة في تعظيم الاستفادة من تراثنا الثقافي والحضاري الغني وتطوير معالم جذب جديدة وتقديم تجارب فريدة لأهل قطر وزوارها. وقد وضعنا خططاً استراتيجية وأنشأنا هيكلاً جديداً للحوكمة واستقطبنا كوادر متميزة تتمتع بخبرات كبيرة في صناعة السياحة من أجل رسم معالم المراحل التالية من مسيرتنا. ولذلك، أسسنا Visit Qatar الذراع الرئيسي لقطر للسياحة، والجهة المسؤولة عن التسويق والترويج للقطاع السياحي في دولة قطر. وسوف نظل ملتزمين بتحقيق أهدافنا عبر ترسيخ قيم النزاهة والعمل الجماعي ومواصلة الابتكار. إن سر نجاحنا يكمن في التزامنا الثابت بالتميز في الخدمة ودعم الشفافية وتضافر الجهود بين جميع مكونات القطاع».

وأضاف أن الجهود الدؤوبة لـ «قطر للسياحة» أثمرت في القطاع السياحي الذي أصبح يسجل أداءً لافتاً سنة بعد أخرى، حيث استقبلت قطر حتى نهاية أغسطس الماضي، أكثر من 3.2 مليون زائر، ما يعني زيادة بنسبة 26 % على أساس سنوي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي 2023. ويعكس هذا النمو مدى التقدم الذي نحرزه على طريق تحقيق أهدافنا الاستراتيجية، وهي أن تصبح قطر إحدى الوجهات السياحية الأسرع نمواً بالمنطقة بحلول عام 2030، وجذب أكثر من 6 ملايين زائر سنوياً، والوجهة المفضلة لقضاء العطلات العائلية، وزيادة مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي من 7 % إلى 12 %.

ولفت سعادته إلى أن دولة قطر رسَّخت مكانتها كعاصمة للرياضة في العالم والوجهة المفضلة جماهيرياً لاستضافة البطولات الكبرى، وخصوصاً بعد نجاحها المبهر في استضافة بطولات كبرى مثل بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 وكأس آسيا قطر 2023 وسباق جائزة قطر الكبرى الفورمولا 1 وغيرها الكثير. وفي إطار حرص قطر للسياحة على تنويع عروضها السياحية بشكل أكبر، فإنها تعكف حاليا على تطوير قطاع السياحة العلاجية في قطر، مستندين في ذلك إلى نظام الرعاية الصحية القطري الذي يُصنف ضمن أفضل أنظمة الرعاية الصحية عالمياً وبات يضم مجموعة من أبرز المستشفيات المتخصصة والرائدة في المنطقة. دون إغفال أهمية سياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض التي تؤدي دوراً حيوياً في تعزيز النمو بالقطاع، حيث تمتلك قطر 128 منشأة توفر معاً مساحة عرض قدرها 70 ألف متر مربع تمكنها من استضافة كبرى الفعاليات الدولية مثل مؤتمر «قمة الويب» ومعرض جنيف الدولي للسيارات وغيرهما. وتلتزم قطر للسياحة بتعزيز حضور قطر عالمياً من خلال المشاركة الفعالة في أشهر المعارض والمحافل الدولية وإبرام الشراكات الاستراتيجية، والتي كان أحدثها اتفاق التعاون مع بطولة أمم أوروبا لكرة القدم 2024 في ألمانيا ومضمار جودوود لسباقات الخيل في المملكة المتحدة.

واختتم سعادته قائلا: «بينما نحتفل بيوم السياحة العالمي تحت شعار «السياحة والسلام»، تؤكد منظمة الأمم المتحدة للسياحة على الدور الحيوي الذي تضطلع به السياحة في تعزيز التبادل الثقافي وإيجاد عالم أكثر سلاماً وتسامحاً. ولذلك لا غروَ أن تشجع قطر، التي تحتضن أكثر من 100 جنسية، هذا التبادل الثقافي وتدعمه. وباعتبارها واحدة من أكثر بلدان العالم أماناً ولكونها تشتهر ببيئتها الملائمة للعائلات، تستعين دولة قطر بالتنوع الثقافي الفريد لديها وبروح الضيافة العربية الأصيلة التي تشتهر بها في مساعيها لتعزيز روح السلام والتفاهم ودعم الروابط الثقافية. ولعلّ مهرجان قطر الدولي للأغذية، الذي دخل عامه الثالث عشر الآن، يجسد التزامنا الدائم بإبراز هذا التنوع الثقافي الذي يميز مشهد الطهي في قطر وأود أن أختتم بتقديم خالص شكري وتقديري لجميع شركائنا في القطاعين العام والخاص على جهودهم المخلصة لدعم السياحة المسؤولة والمستدامة. إن التزامكم بتنويع التجارب السياحية وتشجيع الابتكار والحفاظ على التميز في الخدمة يسهم في تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية رائدة على خريطة السياحة العالمية».