+ A
A -

أذهلتني اعترافات زعيم حزب العمال ورئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، التي نشرت في صحيفة الصن The Sun العريقة مؤخرا، فهو يعطي صورة واضحة كيف يفكر قادة الغرب الليبراليون والحداثيون، في التعامل معنا كعرب ومسلمين (منذ انطلاق طوفان الأقصى) على الأقل..

ستارمر يدعو أوروبا إلى أن تكون صادقة مع نفسها وواضحة في علاقتها مع العالمين العربي الإسلامي.

ويقول ستارمر: علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا، وواضحين في نفس الوقت حيال علاقتنا بالعالم العربي والإسلامي، ونقول الحقيقة لأبنائنا حتى لا نتصادم معهم يوما، أو أن يشعروا بالاضطراب الفكري ومتلازمة التناقضات النفسية، بين إيمانهم بالقيم الليبرالية، واحتياجات أمننا القومي، والتي زادت من تناقضاتها الثورة المعرفية وتقنية المعلومات ووسائل التواصل العابرة للقارات.

ويقول: نحن خلافاتنا في الحقيقة ليست مع الشعوب الإسلامية..

ويبين بوضوح وصراحة أن المشكلة بين الغرب وبيننا تكمن في (الإسلام ذاته ومع محمد صلى الله عليه وسلم نبي الإسلام نفسه) لأنه دين حضاري يمتلك الإجابات التفصيلية لكل الأسئلة الوجودية والحضارية وهو منافس عنيد للحضارة الغربية التي بدأت تفقد تألقها، بينما الإسلام ومحمد صلوات الله وسلامه عليه يزداد تألقا حتى داخل مجتمعاتنا الأوروبية التي أتاحت لها القيم الليبرالية حرية التفكير، وأضعفت سلطة الكنيسة، وهذا التفكير الحر المجرد قاد الكثير من النخب والشباب إلى اعتناق الإسلام، لأنهم وجدوا فيه كل الإجابات عن احتياجاتهم النفسية والروحية والوجودية والاجتماعية التي أغرقتهم فيها حضارتنا المتناقضة.. ويؤكد: «نحن مشكلتنا الحقيقة مع الإسلام نفسه وستظل كذلك لأنه ليس لنا إلا خيار مواجهة التدفق الإسلامي والفكر الإسلامي بشتى الطرق، لأن الخيار الآخر هو أن نعترف أن الإسلام دين الله الحق ودين يسوع وكل النبيين، وهذا سيقودنا إلى اعتناقه، حتى نصل إلى ملكوت الله في الدنيا وما بعد الحياة. وهذا سيعيدنا إلى المربع الأول في صراعات الدين والدولة في الفكر المسيحي، على أن هناك فرقا شاسعا بين الإسلام والمسيحية في تلك القضايا».

يقول ليس لنا خيار سوى مقاومة الإسلام ولو أدى ذلك إلى تخلي بلداننا ومؤسساتنا عن القيم الليبرالية، لهذا فإن إسرائيل تعربد وترفض قرارات محلس الأمن لأنها مشروعهم الذي يحيون بيننا به..

وأرى أن الحل هو في أمة عربية واحدة الإسلام دينها والود لغتها وحدودها ما بين المحيطين بكل ثرواتها فهي بذلك أقوى من أوروبا وأقوى من أميركا.. لكن هيهات هيهات أن نعي ما خططوا له ويخططون..

شكرا ستارمر.. لعل أمتي تفيق..!

copy short url   نسخ
29/09/2024
285