شنت إسرائيل خلال اليومين الماضيين سلسلة غارات عنيفة ومتتالية على مبان سكنية في مناطق متفرقة من الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، كان أعنفها الغارة التي استهدفت الأمين العام لحزب الله، في المقر المركزي للحزب، والتي يمكن أن تؤدي إلى تداعيات في غاية الخطورة، تضع منطقة الشرق الأوسط برمتها على فوهة بركان الحرب الشاملة، بعد أن اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو دفع الأمور إلى مستوى جديد، وغير مسبوق، من العنف الوحشي.

استهدافات إسرائيل للمناطق المدنية والمباني السكنية جرائم حرب، وهي ليست الأولى، إذ أن ارتكاب الجرائم عمره عقود، وهو تفاقم إلى ما نشهده اليوم بسبب غياب المساءلة الحقيقية من جانب المجتمع الدولي.

بالعدوان الوحشي الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، نقلت تل أبيب المواجهة إلى أقصى درجاتها، متخطية كل الخطوط الحمراء، حيث دفعت إسرائيل بالأمور إلى متاهة تفجير ضخم لن تبقى رقعته محددة بلبنان، بل ربما تتجاوزه إلى كامل المنطقة، وهو أمر خطير للغاية يستدعي من المجتمع الدولي، والولايات المتحدة خاصة، التدخل للجم العدوان، وحماية اللبنانيين الذين يشعرون بأنهم سيواجهون مصيرا مماثلا لمصير سكان قطاع غزة، نسبة إلى ما شهدناه من استهداف وحشي للمناطق المدنية.

الاعتداءات الإسرائيلية الواسعة استهدفت مختلف المحافظات والمناطق في لبنان، لا سيما قرى وبلدات الجنوب، والضاحية الجنوبية، ما أدى إلى مقتل وإصابة ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص، فيما اندفع سكان المناطق المستهدفة في موجة نزوح واسعة، وهذا يفرض على القوى المؤثرة ممارسة أقصى درجات الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها الوحشية.