تؤكد الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة بفعل الاعتداءات الإسرائيلية الواسعة، التي أحالت غزة إلى ركام، بعد قتل عشرات آلاف الأبرياء من أهلها، والاعتداء الواسع الذي يتعرض له لبنان، على الحاجة إلى خطوات ملموسة من جانب المجتمع الدولي لإعطاء الفلسطينيين الأمل في أن مشروع الدولة المستقلة لم يمت، وأن حل الدولتين ليس مجرد خطاب بلا مضمون.

صحيح أن الأولوية يجب أن تكون لوقف الحرب الهمجية على قطاع غزة، لكن ذلك لن يكون كافيا، ما لم تتبعه على الفور تحركات مكثفة يمكن أن تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام «1967» عاصمتها القدس الشرقية.

العدوان الإسرائيلي الحالي ليس الأول، وهو لن يكون الأخير بطبيعة الحال، ما لم يتم التوصل إلى حل عادل وشامل لهذا الصراع، عبر اتخاذ الخطوات اللازمة لتفعيل حل الدولتين، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وهذه مسؤولية المجتمع الدولي اليوم، يتعين النهوض بها بعيدا عن الحسايات السياسية الضيقة، التي حالت حتى الآن دون تحقيق هذا الهدف.

لقد تجاوز عدد الشهداء في غزة الـ«41» ألفا، بالإضافة إلى حوالي «97» ألفا من الجرحى وأكثر من مليوني نازح، منذ السابع من أكتوبر الماضي، وهي أرقام تثير الرعب والسخط معا، ما كان يتعين الوصول إليها لو أن المجتمع الدولي تدخل منذ البداية لوقف الحرب الإجرامية على القطاع، ومنع إسرائيل من تجاهل قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بتدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.