بينما ما تزال العديدات من أقرانهما يكتشفن شغفهن، فقد تركت طالبتا الصف السابع، سارة فيصل الدوسري وميرا يوسف الكعبي، بصمتهما بالفعل في مجال العلوم والابتكار.

وقد لفت اختراعهما «حذاء ذكي للتوحد»، المصمم لتلبية الاحتياجات الحسية للأفراد المصابين بالتوحّد، ومراقبة العلامات الحيوية، مثل معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم، انتباه «نجوم العلوم» برنامج تليفزيون الواقع التعليمي والترفيهي التابع لمؤسسة قطر.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهتهما فيما يتعلق بالأهلية المتعلقة بالعمر، إلا أن تصميمهما أكسبهما مكانة لاستضافتهما كضيوف مميزين في البرنامج، وجعل منهما قدوة للشباب لخوض غمار المشاركة في مجالي العلوم والتكنولوجيا.

وفي حديثها عن تجربتها في برنامج «نجوم العلوم»، وصفت سارة فيصل الدوسري، طالبة الصف السابع في أكاديمية قطر -الدوحة المنضوية تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، مشاركتها في البرنامج بأنها كانت فرصة رائعة ومفيدة، حيث أوضحت: «لقد منحتني الموارد المتاحة والبيئة المحيطة الدافع لتحويل أفكاري إلى واقع ملموس. علاوة على ذلك، كان التفاعل مع خبراء آخرين أمراً محفزاً وملهماً».

وتابعت الدوسري: «لقد عزز قبولي في برنامج (نجوم العلوم) - على الرغم من حداثة سني - الثقة بنفسي، وجعلني أشعر بأن أفكاري تستحق المتابعة والاهتمام».

تولي الدوسري اهتماماً عميقاً بالعملية الإبداعية المتمثلة في الابتكار، خاصة في تجلياتها المرتبطة بإيجاد حلول لتحديات العالم الحقيقي. وأبرزت في هذا الخصوص أن رحلتها لم تكن خالية من التحديات، إذْ قالت: «في بعض الأحيان، يشكك الناس في قدراتي، لكنني جعلت هذا الأمر حافزاً لإثبات نفسي. كما أن الدعم الذي حظيت به من قبل عائلتي وفريقي كان له أثر كبير في التغلب على هذه العقبات».

وتأمل الدوسري أن تلهم قصتها الفتيات الأخريات، قائلة: «أريد أن يعرفن أن أفكارهن مهمة، وأنهن قادرات على إحداث الفارق - بغض النظر عن أعمارهن أو جنسيتهن».

وقالت ميرا يوسف الكعبي، باعتبارها شريكة في المشروع وطالبة في الصف السابع في مدرسة قطر التقنية الثانوية للبنات: «كان برنامج (نجوم العلوم) تجربة تعليمية مذهلة قدمت لنا بيئة داعمة وساعدتنا في تحويل أفكارنا إلى منتج على أرض الواقع».

وأردفت الكعبي قائلة: «إن قبولي في برنامج (نجوم العلوم) على الرغم من صغر عمري هو إنجاز كبير يجعلني أشعر بالفخر. لم يكن الأمر سهلاً، لكنني كنت محظوظة لوجودي في دولة مثل قطر، حيث أشعر بالدعم في كل ما أفعله».

وتابعت الكعبي: «كان الجزء الأكثر إثارة هو تعلم الكثير من المعلومات والمهارات الجديدة، وهذا يلهمني لمواصلة حياتي المهنية كمهندسة في المستقبل». وبالنظر إلى المستقبل، قالت الكعبي: «هدفي هو الاستمرار في الابتكار وتطوير المشاريع التي تساعد الناس وتحسن من واقع حياتهم».

انضم عيسى إبراهيم سويدان، رئيس قسم علوم الحاسوب، في مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين، كمرشد وموجه لمساعدتهما على تطوير مشروعهما الخاص بالبرنامج.

وشدد سويدان على أهمية الإرشاد، قائلاً: «لا يقتصر الإرشاد على تعليم المهارات التقنية فحسب، بل أيضاً على بناء الثقة وتشجيع الإبداع، وجعل المبتكرين الشباب يشعرون أنهم جزء من هذه المجالات».

وقال سويدان: «غالباً ما تواجه مشاركة الفتيات في مجال العلوم والتكنولوجيا بصورة نمطية. لكن بفضل الدعم والفرص المناسبة، يمكنهن النجاح. نحن بحاجة إلى إنشاء بيئات تشجع الفتيات على استكشاف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وربطهن بالخبراء، ومساعدتهن على إدراك قيمة أفكارهن. توفر برامج مثل (نجوم العلوم) للمبتكرين الشباب منصة لتحقيق إمكاناتهم وإلهام المزيد من الفتيات على الاهتمام أكثر بالعلوم والتكنولوجيا».

وأشار سويدان إلى أن وجود المزيد من العناصر النسائية في هذا المجال يجلب وجهات نظر متنوعة ورؤى فريدة ضرورية لحل المشكلات بطريقة مبتكرة. وقال بخصوص المشروع الابتكاري ذاته: «إن ما أثار إعجابي حقاً هو شغفهما بابتكار شيء مفيد للأفراد من ذوي التوحد، فلم تُركزا فقط على تطبيق التكنولوجيا؛ بل إنهما أرادتا إحداث فرق حقيقي».