+ A
A -
كتب محمد مطر

اختتمت وزارة الثقافة أمس فعاليات ملتقى السرد الخليجي الخامس الذي استضافته دولة قطر على مدار يومين، بمشاركة ممثلين عن الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية.

وشهد حفل الختام تكريم المشاركين في فعاليات الملتقى لجهودهم المثمرة في إثراء الجلسات والندوات التي تضمنها جدول أعمال الملتقى،

حيث كرّم السيد عبدالرحمن عبدالله الدليمي مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الثقافة، والسيدة عهود الهيف، مدير إدارة الثقافة والسياحة والآثار في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، السادة المشاركين في الملتقى ورؤساء الجلسات.

استعراض ومشاركات

واستعرض الملتقى خمس عشرة مشاركة من الدول الأعضاء والأردن والمغرب، بالإضافة إلى العديد من الندوات والجلسات التي شملت النواحي الفنية والبنائية لفن السرد، بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد والكتاب المتخصصين.

وتضمنت فعاليات اليوم الثاني من الملتقى ثلاث جلسات، اشتملت الأولى على ورقتي عمل، واحدة للكاتبة في أدب الطفل شيخة محمود الزيارة من دولة قطر بعنوان «الرمزية ودورها في تعميق الفهم العاطفي والاجتماعي في السرد الموجه للطفل»، حيث أوضحت أنواع الرموز الشائعة في أدب الأطفال، وتناولت كيفية توظيف الرمزية لتعميق الفهم العاطفي والاجتماعي في القصص الموجهة للطفل.

وأشارت إلى فوائد الرمزية في أدب الأطفال، وعرجت على بعض التحديات التي يجب مراعاتها عند توظيفها في السرد القصصي الموجَّه للطفل، مثل الموازنة بين الرمزية والوضوح والبعد عن الغموض المفرط، وأن تكون الرموز واضحة وسهلة الفهم لتجنب إرباك الأطفال وفقدانهم للفكرة الأساسية.

واختتمت شيخة الزيارة ورقتها بالقول: «إن الرمزية أداة للفهم والإيحاء، ووسيلة قيمة لإثراء أدب الأطفال، لكنها تتطلب مهارة وحساسية في توظيفها. لذا، يجب استخدامها بحكمة، وبعناية وإبداع لإثراء عملية القراءة، وتحفيز الخيال، وتوسيع آفاق الفهم، دون إرباك وإحباط».

المواطن الكوني في السرد

وتناولت الروائية الكويتية باسمة العنزي في ورقتها بالجلسة الأولى والتي تحمل عنوان «المواطن الكوني في السرد» كيفية تحقق تنبؤاتها في روايتها «قطط أنستجرام» عام 2015 والتي تتحدث فيها عن امتزاج السوشيال ميديا بحياتنا إلى درجة تأثيرها على الفرد في اتخاذ قراراته، وهو يظن أنه بكامل إرادته.

وأوضحت أنها مهتمة بتتبع أثر موجات الحداثة الجديدة على حياتنا في المجتمعات الخليجية، مشيرة إلى أنه خلال تسع سنوات من نشر الرواية تغلبت تطبيقات العالم الجديد على محاولات لجمها الخافتة، وأجبرت أكبر المعارضين لها على دخول بوابتها الواسعة، موضحة أن سرد اليوم سيكون تاريخَ الغد.

السرد في الرواية الخليجية

وقال الشاعر وكاتب القصص القصيرة والناقد السعودي د. عبدالله العقيبي في ورقته بالجلسة الثانية للملتقى والتي جاءت بعنوان «السَّرد في الرواية الخليجية.. بين الانغلاق على الذات وملاحقة النظريات السردية»، إن كثيرا من الأعمال السردية العربية الجديدة تنطلق من أحد تصورَين لا ثالث لهما، التصور الأول هو فكرة أن الشكل السردي الحديث - الممتلئ بتقنيات ما بعد الحداثة، من تشظِّي السرد، ولا مركزية الحكاية، وهامشية الذات، والتصور الثاني به قدر من التفاؤل الطوباوي، الذي لا نستطيع فهمه؛ ربما لأن استيعابه يحتاج بالضرورة إلى مرور فترة من الزمن ليست قصيرة.

القصة القصيرة العمانية المعاصرة

وتضمنت الجلسة الثانية ورقة عمل للكاتب والأديب العماني الخطاب المزروعي بعنوان «القصة القصيرة العمانية المعاصرة.. حياكة الحكاية بخيط اللغة» سلط من خلالها الضوء على القصة القصيرة العمانية المعاصرة؛ الملتزمة بلغتها الواحدة ووحدة حكايتها، مولدة بخيطها الفني وتناولها الشيق ودهشتها الأدبية.

السرد في الدراما العربية

بدوره قال الكاتب التليفزيوني والمسرحي الإماراتي جمال سالم في ورقة بعنوان «السرد في الدراما العربية» إن السرد هو أداة فنية أدبيّة يستخدمها الكاتب، بهدف الوصول لغاية القصة، أو الرواية، أو الأحداث، وهو الأساس الذي يرتكز عليه عامل الحوار، والوصف في القصة، أو الرواية، أو الحدث التاريخي، وهو دراسة القصة والحدث واستنباط الأسس التي يقوم عليها ومن خلالها يتم تحويل الكلام المحكي أو المنطوق أو المكتوب إلى عمل فني.

السرد الروائي الخليجي

وفي ختام الجلسة الثالثة تحدث سعادة د. عبد الرحمن سالم الكواري - قطر، بورقة عنوانها «السرد الروائي الخليجي والتفكير خارج الصندوق، أساليب، تحديات، وحلول».

وقال د. الكواري: شھدت الساحة الأدبیة الخلیجیة في العقود الأخیرة تطوراً ملحوظاً في مختلف أشكال الأدب، ومن بین ھذه الأشكال تأتي الروایة كإحدى الأدوات الأدبیة الأكثر تعبیراً عن التحولات الاجتماعیة والثقافیة.

وتابع: وقد عالجت في أغلب الأحیان قضایا محددة تتعلق بالھویة الخلیجیة، الصراعات بین التقلید والحداثة، وتحولات المجتمعات النفطیة.

وأضاف: بینما یعتبر ھذا السرد السائد مھماً لفھم تحولات المجتمع الخلیجي، إلا أنه في الوقت نفسه قد یصل إلى مرحلة التشبع أو التكرار. لذلك أصبح من الضروری توسیع آفاق الكتابة الروائیة وفتح مسارات جدیدة للسرد.

واختتم اليوم الثاني والأخير بندوتين، الأولى بعنوان «سحر السرد القصصي في البودكاست» للراوية السعودية لبنى الخميس، والثانية ندوة فكرية عامة شارك فيها مجموعة من المتحدثين المشاركين في جلسات الملتقى.

إشادة الضيوف

وفي تصريحات خاصة لـ الوطن أشاد الفنان سالم المنصوري بالملتقى وأهدافه، مثمناً دور وزارة الثقافة في تنظيم ورعاية المبادرات الهادفة والمثمرة التي تعزز من دور دولة قطر ثقافية وتتيح الفرصة للمبدعين في تبادل الأفكار والنقاشات بمثل هذه التجمعات الرائعة.

كما ثمن د. أحمد أويصال مدير المركز الثقافي التركي بالدوحة أهداف هذا الملتقى، معبرا عن أمنياته باستمرارية تلك الفعاليات التي تهدف إلى صناعة الوعي لدى الأجيال الجديدة وتعريفهم بفن السرد وأهميته وكيفية المحافظة عليه في ظل انشغال تلك الأجيال واهتمامهم الزائد بالتكنولوجيا.

copy short url   نسخ
01/10/2024
5