وتأتي زيارة سمو ولي عهد أبوظبي للدوحة لتعزيز مسيرة التعاون والتنسيق بين البلدين، والارتقاء بها إلى آفاق جديدة، حيث تعكس الزيارة عُمق ومتانة العلاقات الثنائية، والحرص المشترك لقيادتي الدولتين على دفعها قدما. وتستند العلاقات القطرية - الإماراتية إلى سنوات بعيدة ضاربة في أعماق التاريخ، انطلاقا من وحدة اللسان والدين والدم والمصير والجوار الجغرافي والتمازج الاجتماعي والموروث الثقافي، وتقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، والمشاركة والتعاون والتنسيق لخدمة مصالح البلدين والشعبين والمنطقة الخليجية والأمتين العربية والإسلامية والعالم. ويحرص البلدان على تبادل وجهات النظر حيال القضايا والمستجدات في المنطقة والعالم، ويتبادلان الزيارات على مستوى القادة وكبار الشخصيات بشكل منتظم، ومن أبرز وأحدث هذه الزيارات قيام سمو أمير البلاد المفدى في يونيو الماضي بزيارة أخوية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حيث بحث خلالها وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، العلاقات الأخوية بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتوطيدها في مختلف المجالات، لا سيما ما يتعلق بتعزيز أواصر التعاون الأخوي لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين، إضافة إلى تعزيز العمل الخليجي المشترك. كما استعرض سمو الأمير المفدى، وسمو رئيس دولة الإمارات، خلال المباحثات التي عقدت في مدينة أبوظبي، تطورات الأحداث إقليميا ودوليا، وتبادلا وجهات النظر حول عدد من القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك، لا سيما تطورات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكد الجانبان دعم البلدين لجهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والوصول لسلام شامل ودائم يقوم على أساس حل الدولتين، ويحفظ أمن المنطقة واستقرارها. كما قام سمو الأمير المفدى بزيارة أخوية لدولة الإمارات في التاسع من نوفمبر الماضي، وفي الثامن عشر من يناير من العام الماضي شارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع إخوانه قادة سلطنة عمان ومملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية في اللقاء الأخوي التشاوري، الذي عقد بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تحت عنوان "الازدهار والاستقرار في المنطقة"، وذلك في منتجع سانت ريجيس بجزيرة السعديات في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وفي سياق الاتصالات المستمرة والتشاور الدائم بين قيادتي البلدين، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، في ديسمبر من عام 2022، بزيارة رسمية لدولة قطر، وقد عقد حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وأخوه صاحب السمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة جلسة مباحثات رسمية في الديوان الأميري، وأعرب سمو رئيس دولة الإمارات في بدايتها عن تهانيه بمناسبة استضافة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، كما أشاد بنجاح قطر الاستثنائي في تنظيم واحتضان هذه البطولة العالمية. وجرى خلال جلسة المباحثات بحث العلاقات الأخويّة بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بدعمها وتوطيدها في مختلف المجالات، لا سيما ما يتعلق بتعزيز أواصر التعاون الأخوي لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين، إضافة إلى تعزير العمل الخليجي المشترك. كما تمّ استعراض تطوّرات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادل وجهات النظر حيال عدد من القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك. وفي الثاني من أكتوبر من العام الماضي، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بزيارة للدوحة لحضور حفل افتتاح معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، الذي تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة حفل افتتاحه تحت شعار "صحراء خضراء، بيئة أفضل". وقام سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بالعديد من الزيارات للدوحة، وفي أغسطس الماضي استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في مكتبه بالديوان الأميري سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، وجرى، خلال المقابلة، استعراض العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين وسبل تنميتها وتعزيزها، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وفي مارس الماضي استقبل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في مكتبه بقصر لوسيل، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة والوفد المرافق له، بمناسبة زيارته للبلاد، وجرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الأخوية وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي يناير الماضي، استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، في قصر الشاطئ بأبوظبي، معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. وجرى خلال المقابلة استعراض علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى آخر التطورات في المنطقة. كما شاركت دولة قطر في معرض إكسبو 2020 دبي، الذي أقيم خلال الفترة من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022، وذلك تحت شعار" تواصل العقول.. وصنع المستقبل". وقد تم تنظيم جناح دولة قطر في معرض إكسبو 2020 دبي تحت شعار "قطر: المستقبل هو الآن" QATAR. THE FUTURE IS NOW وعلى الصعيد الاقتصادي ولتعزيز العلاقات والروابط بين البلدين، وقعت "قطر للطاقة" في العاشر من يوليو من العام الماضي اتفاقية طويلة الأمد لتوريد المكثفات لصالح مجموعة "اينوك"، الشركة المتخصصة في مجال النفط والغاز بدبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. ووقع الاتفاقية كل من "قطر للطاقة"، بالنيابة عن شركة "قطر للبترول لبيع المنتجات البترولية المحدودة"، وشركة "اينوك للإمداد والتجارة المحدودة"، التابعة لمجموعة "اينوك". وبموجب الاتفاقية، التي تبلغ مدتها عشر سنوات، يتم تزويد "اينوك" بما يصل إلى 120 مليون برميل من المكثفات اعتبارا من شهر يوليو 2023. وقال سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ/قطر للطاقة/، إن توقيع هذه الاتفاقية سيعزز علاقة "قطر للطاقة" مع شركة "بترول الإمارات الوطنية" التي تعود إلى عام 2008. وبدوره، صرح سعادة السيد سيف حميد الفلاسي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "اينوك"، بأن توقيع هذه الشراكة طويلة الأمد مع "قطر للطاقة" سيسهم في تعزيز التعاون بين المؤسستين. وتسمح شروط الاتفاقية للأطراف بزيادة أحجام المكثفات المشمولة في العقد، حيث من المتوقع أن يتم تصدير كميات إضافية من المكثفات من دولة قطر بمجرد بدء الإنتاج من مشروعي توسعة حقل الشمال الشرقي والجنوبي.