عواصم- وكالات: أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي التوغل البري داخل الحدود اللبنانية، فجر أمس، تنفيذا لتهديداته التي لوّح بها خلال الأيام الماضية.. في المقابل، واصل حزب الله اللبناني التصدي، وإمطار مستوطنات الشمال الفلسطيني المحتل بعشرات الصواريخ يوميا.

وأثار إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء الاجتياح البري لجنوب لبنان موجة من تحذيرات دولية، وسط تخوفات من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، واندلاع حرب إقليمية.

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة، من عواقب «اجتياح بري واسع النطاق» تقوم به إسرائيل في لبنان، وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ليز ثروسيل، في تصريح صحفي، إن «العنف المسلح بين إسرائيل وحزب الله تصاعد، والعواقب على المدنيين رهيبة أساسا».

وأضافت: «نخشى أن يؤدي اجتياح بري إسرائيلي واسع النطاق للبنان إلى تفاقم المعاناة». وتابعت أن المفوضية «قلقة جدا إزاء توسع الأعمال الحربية في الشرق الأوسط وواقع أنها تهدد بجر كل المنطقة إلى كارثة إنسانية على صعيد حقوق الإنسان».

إلى ذلك، أكدت الصين، أمس الثلاثاء، أنها ترفض «التعديات على سيادة لبنان»، وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، إن «الصين تشعر بقلق شديد إزاء الوضع الحالي بين لبنان وإسرائيل، وقلقة جدا حيال التصعيد الإضافي للتوترات الإقليمية الناجم عن الأعمال العسكرية ذات الصلة».

وأضافت أن بكين «تعارض التعديات على سيادة لبنان وأمنه وسلامة أراضيه وترفض أي أعمال تفاقم النزاعات وتؤدي إلى مزيد من التصعيد في الوضع الإقليمي». وحضّت بكين إسرائيل على «القيام بخطوات ملموسة لخفض التصعيد».

من جهتها، دعت روسيا، إسرائيل إلى سحب قواتها من لبنان، محذرة من أن الهجوم سيؤدي إلى مزيد من تصاعد العنف في الشرق الأوسط. وقالت إسرائيل إن وحدات من القوات الخاصة وقوات المظلات شنت غارات في إطار توغل بري «محدود».

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «تندد روسيا بشدة بالهجوم على لبنان وتدعو السلطات الإسرائيلية إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية والسعي بشكل حقيقي لوسائل سلمية لحل الصراع في الشرق الأوسط».

وأضافت: «من المؤكد أن تلك الخطوة التي اتخذتها القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية في أعقاب اغتيال عدد من قادة حزب الله ستؤدي إلى مزيد من تصاعد العنف في منطقة الشرق الأوسط».

وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إسرائيل من أن عواقب هجومها البري على لبنان لن تكون مشابهة لعمليات الاحتلال التي قامت بها سابقا. جاء ذلك في كلمة ألقاها في قاعة الجمعية العامة للبرلمان التركي في افتتاح السنة الثالثة للدورة التشريعية الثامنة والعشرين للبرلمان التركي.

وقال أردوغان في هذا الصدد: «أحذر إسرائيل بشكل صريح فعواقب الهجوم البري على لبنان لن تكون مشابهة لاحتلالاتها السابقة». وأضاف أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة وهجمات إرهابية في لبنان وتستفز الدول لجر المنطقة إلى محرقتها. وأشار إلى أن «الإدارة الإسرائيلية التي تتحرك من منطلق هذيان الأرض الموعودة، تضع الأراضي التركية نصب عينيها بعد فلسطين ولبنان».

وتابع: «العدوان الإسرائيلي يشمل تركيا أيضا لذلك سنقف ضد إرهاب الدولة هذا بكل الوسائل المتاحة من أجل وطننا وشعبنا واستقلالنا». وأردف: «الاحتلال والإرهاب والقصف العدواني بجوارنا ولسنا أمام دولة (إسرائيل) تلتزم بالقوانين، بل قطيع من القتلة يتغذون على الدم والاحتلال».

وقال شيخ الأزهر الشريف، أحمد الطيب، إن القضية الفلسطينية والعدوان على غزة ولبنان «كشف للعالم ظاهرة جديدة يمكن تسميها بالانفصام السياسي، التي أبرز معالمها النفاق العالمي الذي تمارسه الدول الكبرى بالمطالبة بوقف العدوان على غزة والتباكي على شهداء غزة من الأطفال والنساء، وفي الوقت ذاته التصميم المستمر على تصدير السلاح والمتفجرات، ودعم الكيان الصهيوني لمواصلة عدوانه الإرهابي، وقتل المزيد من الأبرياء»، مشيرا إلى أن «هذا النفاق العالمي يذكرنا بالمثل العربي الذي يشبه المجرم الذي يقتل القتيل ثم يمشي في جنازته لتقديم واجب العزاء».

وأضاف شيخ الأزهر، أن «هؤلاء الذين يمارسون هذا النفاق العالمي من صنَّاع القرار السياسي العالمي؛ لا يريدون بحال من الأحوال تحقيق سلام عادل، أو نصرة المستضعفين في غزة ولبنان»، مؤكدا أن «هؤلاء قد فقدوا الإحساس بالضعفاء، ومات ضميرهم، ويوجهون العالم في اتجاه معاكس لاستعادة عصر العبيد وسياسة الاستعباد».