+ A
A -
الإضاءة الرابعة هي ما فاجأني بها مقاتل آخر في ذكرى معركتها، إذ نشر عنها على صفحته تفصيلاتٍ جديدة كنت أظنّ أنّي فقدتها، ذلك أنّ إحدى المجموعات في القلعة، وهي التي يُطلق عليها اسم «مجموعة المطار»، نسبة إلى وجود مهبط قديم للطائرات المروحية هناك، لم يخرج منها سوى مقاتل واحد، هو فادي الذي استشهد لاحقًا في معركة مع العدو في قبرشمون في الجبل اللبناني. وعندما سجّلت رواية معركة القلعة، اعتمدت على رواية العدو في هذا الجزء، والتي وردت في فيلم «جرح أخضر نازف» الذي بثّته القناة العاشرة في التلفاز الصهيوني، وفيه شهاداتٌ لجنود كانوا في تلك المعركة. اللافت أنّ تلك الشهادات تتطابق تمامًا مع ما رواه المقاتل محمود. وقائد تلك المجموعة مقاتل يمني، يُدعى عبدالقادر الكحلاني، وقد ذكّرني بشجاعة المقاتلين اليمنيين في صفوف الثورة الفلسطينية، وبما يعانيه الأشقاء في اليمن اليوم.
التقى محمود بالشهيد فادي خلال الانسحاب، ونقل على لسانه روايته، وفيها: «الساعة السادسة والنصف مساءً، اتصل الأخ علي أبوطوق بالأخ راسم، قائد القلعة، الذي أبلغه أنّ الدبابات اقتربت، وأنّه ينتظرهم بفارغ الصبر. بدأت الدبابات بالقصف من مسافة 800 متر، ولم نردّ عليهم بطلقة واحدة. كان العدو يعتقد أنّ المقاتلين قد فرّوا نتيجة القصف المستمر منذ يومين. عندما وصلت الدبابات إلى مشارف القلعة، تصدّى لها المقاتلون، ودُمرت ثلاث دبابات. انسحب البقية إلى الخلف، وخلال الانسحاب انقلبت ناقلتان للجند. بعد وجبة قصف أخرى، تقدّمت
«جميل أن تصدر السلطة الفلسطينية طابعا يخلّد معاني الصمود في قلعة الشقيف، وإن تأخر ذلك 36 عامًا»
الدبابات من جديد، وقبل وصولها بـ200 متر تصدى لها فصيل الرشاشات من تلة الصاعقة، ممّا أدّى إلى احتراق ناقلتين للجند، شاهدتهما بأم عيني، وقد تركهما العدو في أرض المعركة. وجبة قصف جديدة وتقدّم جديد بالمدرعات التي توزّعت مجموعة باتجاه القلعة، ومجموعة أخرى باتجاه كفر تبنيت. أول دبابة أحرقها الشهيد غسان في كفر تبنيت على بعد 20 مترًا من الموقع، في حين تصدّى شادي بمدفعه عيار 75 ملم، وأحرق دبابتين عند المزفتة. وأطلقت النار على طائرة مروحية سقطت، وشاهدنا أربع جثث محترقة فيها». وهم من كبار ضباط الأركان الذين كانوا يراقبون المعركة من الجو.
ساد هدوء كبير، وبعد منتصف الليل يقول محمود، على لسان فادي، إنّهم سمعوا أصواتا باللغة العبرية، فذهب عبر الخنادق لإبلاغ راسم الذي طلب منهم الصبر وعدم إطلاق النار إلّا من مسافة صفر.
التقى محمود بالشهيد فادي خلال الانسحاب، ونقل على لسانه روايته، وفيها: «الساعة السادسة والنصف مساءً، اتصل الأخ علي أبوطوق بالأخ راسم، قائد القلعة، الذي أبلغه أنّ الدبابات اقتربت، وأنّه ينتظرهم بفارغ الصبر. بدأت الدبابات بالقصف من مسافة 800 متر، ولم نردّ عليهم بطلقة واحدة. كان العدو يعتقد أنّ المقاتلين قد فرّوا نتيجة القصف المستمر منذ يومين. عندما وصلت الدبابات إلى مشارف القلعة، تصدّى لها المقاتلون، ودُمرت ثلاث دبابات. انسحب البقية إلى الخلف، وخلال الانسحاب انقلبت ناقلتان للجند. بعد وجبة قصف أخرى، تقدّمت
«جميل أن تصدر السلطة الفلسطينية طابعا يخلّد معاني الصمود في قلعة الشقيف، وإن تأخر ذلك 36 عامًا»
الدبابات من جديد، وقبل وصولها بـ200 متر تصدى لها فصيل الرشاشات من تلة الصاعقة، ممّا أدّى إلى احتراق ناقلتين للجند، شاهدتهما بأم عيني، وقد تركهما العدو في أرض المعركة. وجبة قصف جديدة وتقدّم جديد بالمدرعات التي توزّعت مجموعة باتجاه القلعة، ومجموعة أخرى باتجاه كفر تبنيت. أول دبابة أحرقها الشهيد غسان في كفر تبنيت على بعد 20 مترًا من الموقع، في حين تصدّى شادي بمدفعه عيار 75 ملم، وأحرق دبابتين عند المزفتة. وأطلقت النار على طائرة مروحية سقطت، وشاهدنا أربع جثث محترقة فيها». وهم من كبار ضباط الأركان الذين كانوا يراقبون المعركة من الجو.
ساد هدوء كبير، وبعد منتصف الليل يقول محمود، على لسان فادي، إنّهم سمعوا أصواتا باللغة العبرية، فذهب عبر الخنادق لإبلاغ راسم الذي طلب منهم الصبر وعدم إطلاق النار إلّا من مسافة صفر.