حسان يونس
كاتب سوريدفع نقص الأقنعة الواقية من فيروس كورونا المستجد في الصين الصناعيين إلى تعديل خطوط الإنتاج استجابة للطلب المتزايد على هذا المنتج، بما يشمل مصانع هواتف «آي فون» والملابس والسيارات وحتى حفاضات الأطفال.
واحد من الدروس المستفادة وشديدة الأهمية من أزمة «كورونا» هو القدرة التي أظهرتها الصين على محاربة هذا الفيروس، عبر الحد من انتشاره وتوفير وسائل الوقاية منه، وصولا إلى علاج المصابين والقضاء على الفيروس.
الصورة ليست وردية بالتأكيد، لكن معالجة الصين، على الرغم من بعض الانتقادات، كانت حاسمة في تطويقه، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار العدد الهائل للسكان، وتفشي الفيروس بالتزامن مع عطلة رأس السنة الصينية، التي تشهد عادة انتقالا هائلا للحشود البشرية.
الأسباب الرئيسية التي مكنت الصين من النجاح في مهمتها، وجود قاعدة صناعية صلبة ومتنوعة بما فيه الكفاية لتتمكن من تحويل خطوط إنتاج هواتف محمولة وملابس وسيارات إلى خطوط لإنتاج الأقنعة الواقية، وهذا أمر ليس في مقدور دول كثيرة القيام به.
تستطيع المصانع الصينية، عندما تعمل بكامل طاقتها، إنتاج ما يصل إلى «20» مليون قناع واق يوميا، كما تنتج الصين في الوقت الراهن حوالي «80 %» من الأدوية التي تباع في الولايات المتحدة، وهي المورد الأكبر والعالمي للمكون الفعال لبعض الأدوية الأساسية، وهي أيضا أكبر مورد للمعدات الطبية بالولايات المتحدة، وتشمل هذه المعدات أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وملابس الأطباء الجراحين، والمعدات التي تقيس مستويات الأكسجين بالدم.
يبلغ عدد سكان العالم العربي أكثر من «400» مليون نسمة، على مساحة «14» مليون كلم² تقريبا، مقابل «1400» مليون نسمة للصين على مساحة «9.5» مليون كم²، ومع ذلك فإنه لا يمكن عقد أي مقارنة على الإطلاق بين القاعدة الصناعية الهائلة في الصين، والمنطقة العربية التي تمتلك بالفعل أكثر الثروات أهمية ومنها الإنسان القادر على الإبداع والابتكار.
لقد استطاعت الصين عبر التسهيلات المغرية التي قدمتها للشركات الغربية أن تتحول سريعا إلى «مصنع العالم» وأن تنشئ بالتوازي صناعاتها الخاصة معتمدة على «نقل التكنولوجيا» وتوطينها، وهذه العملية ما كانت لتتم لولا انتقال العديد من الصناعات الغربية المتطورة إلى الصين سعيا وراء المزيد من الأرباح، وهو ما أدركته الصين فكان أن عملت على تقديم كل التسهيلات الممكنة.
العالم العربي، في كل ذلك، يقف متفرجا لا حول له ولا قوة، وباستثناء انشغاله بالسياسة وتأجيج الخلافات والصراعات والمماحكات، فإن كل شيء آخر يبدو في الحضيض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وما يحدث في الصين اليوم جدير بالتأمل من جانب الدول العربية، وجدير بفتح أعينها على حقائق تغافلت عنها طويلا، ومن ذلك ضرورة وجود قاعدة صناعية صلبة تنافس أكثر الدول تقدما، عبر تقديم تسهيلات هائلة لجذب الصناعات الغربية وتوطينها، وإحداث نقلة نوعية حقيقية تجعل منها «مصنع العالم» مستفيدة من ثرواتها المالية والبشرية ومواردها المتنوعة.
إن أول ما تحتاج إليه، على هذا الصعيد، وجود شبكة من السكك الحديدية الحديثة والسريعة تربط فيما بينها، وهو استثمار كبير ومهم ضمن استراتيجية أشمل وأعمق هدفها البدء بـ «ثورة صناعية» حقيقية بعيدا عن كل خلاف أو اختلاف.
كاتب سوريدفع نقص الأقنعة الواقية من فيروس كورونا المستجد في الصين الصناعيين إلى تعديل خطوط الإنتاج استجابة للطلب المتزايد على هذا المنتج، بما يشمل مصانع هواتف «آي فون» والملابس والسيارات وحتى حفاضات الأطفال.
واحد من الدروس المستفادة وشديدة الأهمية من أزمة «كورونا» هو القدرة التي أظهرتها الصين على محاربة هذا الفيروس، عبر الحد من انتشاره وتوفير وسائل الوقاية منه، وصولا إلى علاج المصابين والقضاء على الفيروس.
الصورة ليست وردية بالتأكيد، لكن معالجة الصين، على الرغم من بعض الانتقادات، كانت حاسمة في تطويقه، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار العدد الهائل للسكان، وتفشي الفيروس بالتزامن مع عطلة رأس السنة الصينية، التي تشهد عادة انتقالا هائلا للحشود البشرية.
الأسباب الرئيسية التي مكنت الصين من النجاح في مهمتها، وجود قاعدة صناعية صلبة ومتنوعة بما فيه الكفاية لتتمكن من تحويل خطوط إنتاج هواتف محمولة وملابس وسيارات إلى خطوط لإنتاج الأقنعة الواقية، وهذا أمر ليس في مقدور دول كثيرة القيام به.
تستطيع المصانع الصينية، عندما تعمل بكامل طاقتها، إنتاج ما يصل إلى «20» مليون قناع واق يوميا، كما تنتج الصين في الوقت الراهن حوالي «80 %» من الأدوية التي تباع في الولايات المتحدة، وهي المورد الأكبر والعالمي للمكون الفعال لبعض الأدوية الأساسية، وهي أيضا أكبر مورد للمعدات الطبية بالولايات المتحدة، وتشمل هذه المعدات أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وملابس الأطباء الجراحين، والمعدات التي تقيس مستويات الأكسجين بالدم.
يبلغ عدد سكان العالم العربي أكثر من «400» مليون نسمة، على مساحة «14» مليون كلم² تقريبا، مقابل «1400» مليون نسمة للصين على مساحة «9.5» مليون كم²، ومع ذلك فإنه لا يمكن عقد أي مقارنة على الإطلاق بين القاعدة الصناعية الهائلة في الصين، والمنطقة العربية التي تمتلك بالفعل أكثر الثروات أهمية ومنها الإنسان القادر على الإبداع والابتكار.
لقد استطاعت الصين عبر التسهيلات المغرية التي قدمتها للشركات الغربية أن تتحول سريعا إلى «مصنع العالم» وأن تنشئ بالتوازي صناعاتها الخاصة معتمدة على «نقل التكنولوجيا» وتوطينها، وهذه العملية ما كانت لتتم لولا انتقال العديد من الصناعات الغربية المتطورة إلى الصين سعيا وراء المزيد من الأرباح، وهو ما أدركته الصين فكان أن عملت على تقديم كل التسهيلات الممكنة.
العالم العربي، في كل ذلك، يقف متفرجا لا حول له ولا قوة، وباستثناء انشغاله بالسياسة وتأجيج الخلافات والصراعات والمماحكات، فإن كل شيء آخر يبدو في الحضيض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وما يحدث في الصين اليوم جدير بالتأمل من جانب الدول العربية، وجدير بفتح أعينها على حقائق تغافلت عنها طويلا، ومن ذلك ضرورة وجود قاعدة صناعية صلبة تنافس أكثر الدول تقدما، عبر تقديم تسهيلات هائلة لجذب الصناعات الغربية وتوطينها، وإحداث نقلة نوعية حقيقية تجعل منها «مصنع العالم» مستفيدة من ثرواتها المالية والبشرية ومواردها المتنوعة.
إن أول ما تحتاج إليه، على هذا الصعيد، وجود شبكة من السكك الحديدية الحديثة والسريعة تربط فيما بينها، وهو استثمار كبير ومهم ضمن استراتيجية أشمل وأعمق هدفها البدء بـ «ثورة صناعية» حقيقية بعيدا عن كل خلاف أو اختلاف.