يعيش المجتمع اللبناني حالة من الصدمة والذهول بعد الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت مقر القيادة الرئيسية لحزب الله في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، رغم عنف الغارات والضربات والآثار التدميرية على الصعيد المادي الذي خلّفته تلك الغارات العنيفة، إلّا أنّ الحدث الأكبر والجلل هو تلك الشخصية المستهدفة التي تبيّن، لاحقاً، أنه تم اغتيال السيد حسن نصرالله وهذا الحدث هو بمثابة زلزال كبير سوف يغيّر قواعد التوازن السياسي والعسكري في الشرق الأوسط، وفقاً لما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي أن هذه الضربات سوف تغيّر موازين القوى.
هذا الحدث الأمني له تداعياتٌ كبيرة؛ حيث يُعتبر نقطة تحوّل في الحرب القائمة، ونتائج الاغتيال السياسي هذا سوف تعيد ترتيب الوقائع السياسية على المستوى الداخلي المتعلق بالملف اللبناني والإقليمي.. لم يعد موقع السيد حسن نصرالله محصوراً بالأهمية التنظيمية والسياسية، فحسب؛ بل تخطّى هذا الموضوع،مع بداية عملية طوفان الأقصى، بدت دولة إسرائيل في حالة من التخبط الشديد والإرباك؛ حيث تبيّن أن هذا الكيان هو كيانٌ هش غير قابل للصمود لولا الدعم الغربي والأميركي على وجه التحديد، لذلك جاءت الأساطيل الأميركية لمساندة إسرائيل، في هذه اللحظات، كان زمام المبادرة مع حزب الله الذي كان قادراً على تنفيذ عمليات واسعة بدل عملية الإسناد التي أثبتت فشلها، ولكن نتانياهو استطاع تغيير المعادلة وامتصاص الضربات بعد أن قام بتدمير غزة، فتفرغ للجبهة اللبنانية؛ حيث انتقلت المبادرة إليه خصوصاً بعد الخرق الكبير في عملية البيدجرز والاغتيالات لقياديين من الحزب، مما أدّى إلى قطع التواصل أفقيّا وثم عاموديًّا؛ واندثر التواصل ضمن القاعدة الهرمية التنظيمية. هكذا، تم تقطيع أوصال التواصل بين القيادات وفقدان القدرة على المواجهة وأخذ المبادرة.
اللواء اللبنانية