+ A
A -
من أقواله العذبة، وكل ما قال عَذبْ: «رَحِمَ اللهُ امرءاً جبَّ الغيبة عن نفسه»!
كان يعرفُ أن الإنسان نهاية المطاف سُمعة، وأنَّ الناس إنما تحكم بما تسمعُ وترى، أما النوايا فلله سبحانه!
تُحدِّثنا أُمنا صَفيّة بنت حُيي قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مُعتكفاً في المسجد، فأتيتُ أزوره ليلاً، فحدثتُه، ثم قمتُ لأنصرف، فقام معي ليُوصلني، فمرَّ رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أسرعا. فقال لهما: على رِسْلِكُما هذه صفية بنت حُيي!
فقالا: سبحان الله يا رسول الله! يُريدان أن يقولا وهل أنتَ موضع شك يا رسول الله؟!
فقال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيتُ أن يقذفَ في قلوبكما سوءاً!
موقفان عظيمان تأمَّلْهما:
الأول: المدينة أمان، ولو عادتْ صفية وحدها في الليل ما تعرَّضَ لها أحد، ولكن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقطع اعتكافه، ويقوم ليُوصلها إلى بيتها، هو يعرف أنها تعرف الطريق وإنما أراد أن يقول لها: أنا أهتمُّ! أحياناً ليس عليكَ أن تقول لها أُحبكِ، ثمة مواقف صغيرة، تفاصيل حياتية عادية أبلغ من ألف كلمة أحبكِ! هل جربتَ أن تضع لقمةً في فمها، أو تُمسك يدها وأنتَ تعبر بها الشارع، أو تخلع سترتك وتضعها على كتفيها في ليلة باردة، ثمة أشياء لا تُكلفك الكثير، ولكنها تعني لها كثيراً!
الثاني: رغم أنه فوق الشكوك، وأنه نقي كماء زمزم، وتقي كما لم يسبق لإنسان أن يكون بتقواه، إلا أنه يستوقف الرجلين ويُخبرهما أنَّ هذه المرأة التي معه هي زوجته صفية! أراد أن يُعلِّمنا أن الإنسان لا يكفي ألا يفعل الحرام وإنما لا يضع نفسه في موقف يظنُّ منه الناس أنه واقع في الحرام!
لا تلقِ نفسك في مواطن الشُّبُهات كي لا يرميكَ الناس بسوء الظنِّ، طبيعة النفس البشرية أنها تحمل المواقف البشرية على الظنِّ السيئ، فعلى سبيل المثال لا تجلس على مائدة يُدار عليها الخمر ولو كنت تُريد أن تنصح، لأن الذي يراك لن يشك لحظة أنك لا تشرب معهم! للنصح وقته ومجاله.
بالمقابل تخلَّ عن ظنك السيئ بالناس، من تكلَّم مع فتاة هي ليست بالضرورة حبيبته، والرواية التي ألَّفتها في رأسك قد يكون الشيطان هو الذي أملاها عليك!
كل شخص رأيته يُحادِثُ عاصياً ليس بالضرورة مثله!
الحياة أحياناً كالسوق قد يجتمع فيه اثنان لا علاقة لأحدهما بالآخر، ودكان البنادق يُشترى منه بنادق للصيد وبنادق للقتل فلا تدخل في نوايا الناس!بقلم: أدهم شرقاوي
كان يعرفُ أن الإنسان نهاية المطاف سُمعة، وأنَّ الناس إنما تحكم بما تسمعُ وترى، أما النوايا فلله سبحانه!
تُحدِّثنا أُمنا صَفيّة بنت حُيي قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مُعتكفاً في المسجد، فأتيتُ أزوره ليلاً، فحدثتُه، ثم قمتُ لأنصرف، فقام معي ليُوصلني، فمرَّ رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم أسرعا. فقال لهما: على رِسْلِكُما هذه صفية بنت حُيي!
فقالا: سبحان الله يا رسول الله! يُريدان أن يقولا وهل أنتَ موضع شك يا رسول الله؟!
فقال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيتُ أن يقذفَ في قلوبكما سوءاً!
موقفان عظيمان تأمَّلْهما:
الأول: المدينة أمان، ولو عادتْ صفية وحدها في الليل ما تعرَّضَ لها أحد، ولكن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقطع اعتكافه، ويقوم ليُوصلها إلى بيتها، هو يعرف أنها تعرف الطريق وإنما أراد أن يقول لها: أنا أهتمُّ! أحياناً ليس عليكَ أن تقول لها أُحبكِ، ثمة مواقف صغيرة، تفاصيل حياتية عادية أبلغ من ألف كلمة أحبكِ! هل جربتَ أن تضع لقمةً في فمها، أو تُمسك يدها وأنتَ تعبر بها الشارع، أو تخلع سترتك وتضعها على كتفيها في ليلة باردة، ثمة أشياء لا تُكلفك الكثير، ولكنها تعني لها كثيراً!
الثاني: رغم أنه فوق الشكوك، وأنه نقي كماء زمزم، وتقي كما لم يسبق لإنسان أن يكون بتقواه، إلا أنه يستوقف الرجلين ويُخبرهما أنَّ هذه المرأة التي معه هي زوجته صفية! أراد أن يُعلِّمنا أن الإنسان لا يكفي ألا يفعل الحرام وإنما لا يضع نفسه في موقف يظنُّ منه الناس أنه واقع في الحرام!
لا تلقِ نفسك في مواطن الشُّبُهات كي لا يرميكَ الناس بسوء الظنِّ، طبيعة النفس البشرية أنها تحمل المواقف البشرية على الظنِّ السيئ، فعلى سبيل المثال لا تجلس على مائدة يُدار عليها الخمر ولو كنت تُريد أن تنصح، لأن الذي يراك لن يشك لحظة أنك لا تشرب معهم! للنصح وقته ومجاله.
بالمقابل تخلَّ عن ظنك السيئ بالناس، من تكلَّم مع فتاة هي ليست بالضرورة حبيبته، والرواية التي ألَّفتها في رأسك قد يكون الشيطان هو الذي أملاها عليك!
كل شخص رأيته يُحادِثُ عاصياً ليس بالضرورة مثله!
الحياة أحياناً كالسوق قد يجتمع فيه اثنان لا علاقة لأحدهما بالآخر، ودكان البنادق يُشترى منه بنادق للصيد وبنادق للقتل فلا تدخل في نوايا الناس!بقلم: أدهم شرقاوي