+ A
A -
مازالت أصداء الاتفاق التاريخي الذي أبرم في الدوحة لإحلال السلام في أفغانستان، بحضور مسؤولين كبار من الولايات المتحدة الأميركية وقيادات من حركة طالبان، حديث العالم والإعلام، وتتناقله مختلف الوسائل والمنصات، مبدية إعجابها بالدور القطري المحوري والذي ساهم بقوة في طي صفحة نزاع وتوتر ومواجهات مسلحة دامت 18 عاما.. من خلال استضافتها لمحادثات طويلة، رافقها عمل دؤوب على تقريب وجهات النظر، بين الطرفين، وصبر على جميع مراحل المباحثات بكل ما فيها، حتى وصلت لبر الأمان والسلام، لتزف للعالم الحالم بالأمن والاستقرار خبر نجاح الحوار.. مما كان له أثر طيب لدى الجميع باستثناء بعض الجوار من دول الحصار !
ولاشك أن هذا الملف يكاد يكون من أكثر الملفات صعوبة وتعقيدا، لما فيه من تباين في وجهات النظر وتباعد في نقاط الاتفاق، ولكن العارف بالثقل السياسي القطري والإرث الدبلوماسي المتواصل والخبرة المتراكمة على مدار عقود، يدرك أن الصعب يتحول إلى سهل والعُقد من الممكن حلحلتها.. وذلك بالحجج المنطقية والحلول الموضوعية والأفكار الواقعية عبر طاولة حوار، يتم من خلالها نقاشات مستفيضة برعاية الدولة المستضيفة حتى يتم تصغير الثغرات وتصفير المشكلات.
وطبعاً هذا النهج الأخلاقي والأسلوب الراقي لإنهاء الأزمات، لا تعرفه دول الحصار والتي ظلت تنفخ في أزمتها الخليجية عبر أبواق الفتنة وأصواتها النتنة لتشعل النيران وتزيد الاضطراب عبر كذبة «الإرهاب» التي تم تبديدها منذ اليوم الأول، بل جرى ما هو أكبر من ذلك؛ مما شكّل صفعات متتالية لسياساتهم الحمقاء وتصرفاتهم الهوجاء..
فيكفي الدوحة إشادة العالم بها لإحلال السلام في أفغانستان، وقبلها اختيار الأمم المتحدة لها كمركز لمكافحة الإرهاب.. مما جعل رواياتهم الساذجة وحكاياتهم السامجة عن قطر محل سخرية وتندر، على طريقة تفكيرهم والتي كان من بينها تهكمهم على استضافة محادثات السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، قبل أن يصدروا بيانات إشادة بهذا الاتفاق مرغمين، دون الإشارة للمكان، مما يكشف للمتابع أسلوبهم الطفولي في التعامل مع حدث دولي !
تاريخ حافل
لكن المراقب المحايد يعلم تماماً الدور القطري البارز في إنهاء كثير من الأزمات في المنطقة، وكيف تحولت الدوحة لحمامة سلام، لتبريد المناطق الساخنة، وإنهاء الخلافات العاصفة، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر إنقاذ لبنان من حالة احتقان سياسي غير مسبوق جعلت البلد على كف عفريت نتيجة صدام كبير بين التيارات السياسية تعطلت معه تشكيل حكومة لحوالي سنة ونصف قبل أن تتدخل الدبلوماسية القطرية بحضورها المقبول لدى جميع الأطراف وتخرج لبنان من عنق الزجاجة.
وكذلك كان لها حضور فاعل في القرن الإفريقي لإنهاء نزاعات حدودية، ومنها الخلاف بين ارتيريا وجيبوتي والذي تم حله برعاية قطرية 2011.
وكذلك ساهمت في حل خلاف سوداني تشادي وسوداني أرتيري كما أرست السلام في إقليم دارفور الملتهب والمضطرب لسنوات، وعملت تسوية بين قبائل الطوارق والتبو في ليبيا، وأنهت انقساما بين الفصائل الفلسطينية وأشرفت على مصالحة بين فتح وحماس 2012 عدا حالات التوسط للإفراج عن أسرى ورهائن، وصولاً للاتفاق الكبير والذي يتوج الجهود القطرية برعاية اتفاق سلام أميركي- أفغاني.. مما جعل الدوحة وسيطا دوليا نزيها وموثوقا به.
ومع كتابة حروف هذا الاتفاق التاريخي لابد من الإشارة لجهود وزارة الخارجية القطرية وعلى رأسها الدبلوماسي النشيط والمميز سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والذي يملك حضوراً وقبولاً ورصيداً من العلاقات والقدرات جعلت منه شخصية متمكنة في مواجهة أصعب الملفات والتصدي للأزمات، مستفيداً من السمعة الطيبة التي تحظى بها قطر في المجتمع الدولي ليترجم هذه الثقة إلى أفعال وإنجازات على أرض الواقع.
كما لا يفوتنا الإشادة بسعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، والذي حمل على عاتقه هذه المهمة ميدانياً وحضر جولات الحوار وقطع آلاف الأميال لتضييق الفجوات وفتح آفاقا ومجالات؛ لحلحلة الخلاف عبر اللقاء بقيادات ومسؤولين من مختلف الأطراف حتى نجح باقتدار في الوصول بالقضية إلى بر السلام.. فاستحق على هذه الجهود المؤثرة التحية والتقدير والاحترام.
أخيراً.. نجاح الدبلوماسية القطرية حديث العالم بفعاليتها وشفافيتها ومصداقيتها، فالشمس لا تحجب بغربال، والحقيقة ساطعة مثل نورها، ومن يرَ جهودك وعملك بعين المنطق والحق، فسينصفك بكل تأكيد، ومن يسعَ لإلحاق الأذى بك وإلصاق التهم الباطلة بعملك، فهذا لن يرى إلا ما تخيّل له نفسه المريضة، وسيبقى ينظر لك بعين الغيرة والحسد من نجاحاتك وإنجازاتك، ومثل هذا لا ننتظر منه إشادة أو شهادة، فهو لا يرى الأشياء على حقيقتها ولا حتى بألوانها، لأنه أثبت أمام العيان بأنه فاقد الاتزان ومصاب بـ «عمى ألوان» !
ولاشك أن هذا الملف يكاد يكون من أكثر الملفات صعوبة وتعقيدا، لما فيه من تباين في وجهات النظر وتباعد في نقاط الاتفاق، ولكن العارف بالثقل السياسي القطري والإرث الدبلوماسي المتواصل والخبرة المتراكمة على مدار عقود، يدرك أن الصعب يتحول إلى سهل والعُقد من الممكن حلحلتها.. وذلك بالحجج المنطقية والحلول الموضوعية والأفكار الواقعية عبر طاولة حوار، يتم من خلالها نقاشات مستفيضة برعاية الدولة المستضيفة حتى يتم تصغير الثغرات وتصفير المشكلات.
وطبعاً هذا النهج الأخلاقي والأسلوب الراقي لإنهاء الأزمات، لا تعرفه دول الحصار والتي ظلت تنفخ في أزمتها الخليجية عبر أبواق الفتنة وأصواتها النتنة لتشعل النيران وتزيد الاضطراب عبر كذبة «الإرهاب» التي تم تبديدها منذ اليوم الأول، بل جرى ما هو أكبر من ذلك؛ مما شكّل صفعات متتالية لسياساتهم الحمقاء وتصرفاتهم الهوجاء..
فيكفي الدوحة إشادة العالم بها لإحلال السلام في أفغانستان، وقبلها اختيار الأمم المتحدة لها كمركز لمكافحة الإرهاب.. مما جعل رواياتهم الساذجة وحكاياتهم السامجة عن قطر محل سخرية وتندر، على طريقة تفكيرهم والتي كان من بينها تهكمهم على استضافة محادثات السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، قبل أن يصدروا بيانات إشادة بهذا الاتفاق مرغمين، دون الإشارة للمكان، مما يكشف للمتابع أسلوبهم الطفولي في التعامل مع حدث دولي !
تاريخ حافل
لكن المراقب المحايد يعلم تماماً الدور القطري البارز في إنهاء كثير من الأزمات في المنطقة، وكيف تحولت الدوحة لحمامة سلام، لتبريد المناطق الساخنة، وإنهاء الخلافات العاصفة، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر إنقاذ لبنان من حالة احتقان سياسي غير مسبوق جعلت البلد على كف عفريت نتيجة صدام كبير بين التيارات السياسية تعطلت معه تشكيل حكومة لحوالي سنة ونصف قبل أن تتدخل الدبلوماسية القطرية بحضورها المقبول لدى جميع الأطراف وتخرج لبنان من عنق الزجاجة.
وكذلك كان لها حضور فاعل في القرن الإفريقي لإنهاء نزاعات حدودية، ومنها الخلاف بين ارتيريا وجيبوتي والذي تم حله برعاية قطرية 2011.
وكذلك ساهمت في حل خلاف سوداني تشادي وسوداني أرتيري كما أرست السلام في إقليم دارفور الملتهب والمضطرب لسنوات، وعملت تسوية بين قبائل الطوارق والتبو في ليبيا، وأنهت انقساما بين الفصائل الفلسطينية وأشرفت على مصالحة بين فتح وحماس 2012 عدا حالات التوسط للإفراج عن أسرى ورهائن، وصولاً للاتفاق الكبير والذي يتوج الجهود القطرية برعاية اتفاق سلام أميركي- أفغاني.. مما جعل الدوحة وسيطا دوليا نزيها وموثوقا به.
ومع كتابة حروف هذا الاتفاق التاريخي لابد من الإشارة لجهود وزارة الخارجية القطرية وعلى رأسها الدبلوماسي النشيط والمميز سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني والذي يملك حضوراً وقبولاً ورصيداً من العلاقات والقدرات جعلت منه شخصية متمكنة في مواجهة أصعب الملفات والتصدي للأزمات، مستفيداً من السمعة الطيبة التي تحظى بها قطر في المجتمع الدولي ليترجم هذه الثقة إلى أفعال وإنجازات على أرض الواقع.
كما لا يفوتنا الإشادة بسعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، والذي حمل على عاتقه هذه المهمة ميدانياً وحضر جولات الحوار وقطع آلاف الأميال لتضييق الفجوات وفتح آفاقا ومجالات؛ لحلحلة الخلاف عبر اللقاء بقيادات ومسؤولين من مختلف الأطراف حتى نجح باقتدار في الوصول بالقضية إلى بر السلام.. فاستحق على هذه الجهود المؤثرة التحية والتقدير والاحترام.
أخيراً.. نجاح الدبلوماسية القطرية حديث العالم بفعاليتها وشفافيتها ومصداقيتها، فالشمس لا تحجب بغربال، والحقيقة ساطعة مثل نورها، ومن يرَ جهودك وعملك بعين المنطق والحق، فسينصفك بكل تأكيد، ومن يسعَ لإلحاق الأذى بك وإلصاق التهم الباطلة بعملك، فهذا لن يرى إلا ما تخيّل له نفسه المريضة، وسيبقى ينظر لك بعين الغيرة والحسد من نجاحاتك وإنجازاتك، ومثل هذا لا ننتظر منه إشادة أو شهادة، فهو لا يرى الأشياء على حقيقتها ولا حتى بألوانها، لأنه أثبت أمام العيان بأنه فاقد الاتزان ومصاب بـ «عمى ألوان» !